وحسب وسائل إعلام جزائرية، يتعلق الأمر، بأمير المنطقة الغربية الساحلية، لتنظيم "جند الخلافة"، المدعو "هواري أحمد" المكنى بـ "عقبة".
وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية إن " الإرهابي يدعى "عقبة" تم القضاء عليه في جبال قوراية بولاية تيبازة 90 كيلومترا، غرب العاصمة الجزائرية".
وأضاف البيان أن "العملية جاءت على أثر تطويق واقتحام لمخبأ الإرهابي قرب بلدية قوراية، حيث تمكنت من استرجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف ومخزن ذخيرة مملوء، وقنبلة يدوية تقليدية الصنع، ومنظار ميدان وأربعة هواتف جوالة ".
ويرجح المختصين في شؤون الجماعات الإرهابية، بحسب صحيفة "رأي اليوم"، إمكانية حدوث خلافات وتنافس بين زعامات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والوليد الجديد، جماعة "جند الخلافة" التي انشقت عن التنظيم الأم وبايعت أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" ويفسر هؤلاء الخبراء الانهيار السريع لجماعة "جند الخلافة" بتوالي الضربات الأمنية القاتلة، سواء التي استهدفت معظم عناصره أو قادته، فشلت قدرته على التخطيط أو الضرب بعد عملية اختطاف رهينة فرنسية. ومن جهة أخرى أدى التنافس بين تنظيم القاعدة والتنظيم المنشق عنه إلى فرض القاعدة ما يشبه الحصار على عناصر عبد المالك قوري، وحرمانهم من التخفي والنشاط في المناطق الآمنة، وهي المواقع الجبلية الوعرة والحصينة في جبال سيدي علي بوناب وأعالي جرجرة بولايتي تيزي وزو وبجاية شرق العاصمة الجزائرية.
وهوما أفقد عناصر "جند الخلافة" مخابئ آمنة ومناطق الاحتماء وجعلهم مكشوفين أمام قوات الجيش الجزائري، وبذلك أصبحت المواجهة بين التنظيم وقوات مكافحة الإرهاب الجزائرية في مناطق أقل أمنا بالنسبة للإرهابيين المتمركزين أساسا في أحراش ولايتي بومرداس والبويرة في الشرق الجزائري. وبهذا يستغل الجيش الجزائري اضطرار مقاتلي "جند الخلافة" لمغادرة المخابئ والمغارات في الجبال التي كانوا يتحصنون فيها قبل تمردهم على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومحاولاتهم بناء مخابئ جديدة على عجل منها المخبأ الذي عثر الجيش الجزائري به على جثة الرهينة الفرنسي، هيرفي غوردال.
وبعد تصفية أمير المنطقة الغربية الساحلية في التنظيم، "هواري أحمد" المدعو "عقبة"، تصبح الجماعة في وضعية لفظ الأنفاس الأخيرة، ولم يتبق من قادة الجماعة البارزين سوى المسؤول الشرعي، عثمان العاصمي وبعض المقاتلين الملاحقين في أعالي جبال شرق الجزائر، ويعود سبب السقوط السريع للتنظيم أساسا إلى الخبرة التي راكمتها القوات الأمنية والعسكرية والجزائرية في محاربة الإرهاب، إضافة لارتكاب جماعة "جند الخلافة" أخطاء فادحة أظهرتها أمام أجهزة المخابرات كجماعة هواة غير محترفة. ومن بين تلك الساذجة نشر شريط فيديو ذبح الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال، مباشرة بعد إعدامه، أي بعد مرور 24 ساعة على تنفيذ العملية، وهو الخطأ الذي تتفاداه حتى الجماعات المبتدئة، لأن نشر التسجيل على شبكة الإنترنت يسهل على أجهزة المخابرات عملية تتبع مكان النشر، والجهاز الذي نشر منه وفي النهاية تحديد هوية ناشر التسجيل والمنطقة التي اتصل بها بالشبكة بدقة متناهية. ويرى الخبراء أن خطأ كهذا، على قدر كبير من السذاجة قد كلف الجماعة الانهيار السريع وتصفية أميرها بعد ثلاثة أشهر فقط من ميلادها وقتل معظم مقاتليها.