وأشار الأسد في حوار أجراه مع صحيفة "فيسرنجي لست" الكرواتية إلى أن هناك تقدم كبير في محوري مكافحة الإرهاب والمصالحات في سوريا، وهو ما ساهم في تزايد احتمالية تحويل الأمل في إنهاء الحرب على سوريا إلى واقع.
وأوضح أنه يمكن تحويل الأمل إلى واقع من خلال محورين: الأول يعتمد على مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات مع كل من يريد أن يلقي السلاح والعودة إلى حصن الوطن.
وتابع الأسد قائلا: "أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم، ولا يوجد مبرر بوجود الفيدرالية وهو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق".
وأكد الرئيس الأسد أن كل تدخل لأي جندي، ولو كان فرداً دون إذن الحكومة السورية هو "غزو"، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، مضيفا "أي تدخل في الجو أو بغيره هو أيضا تدخل غير قانوني واعتداء على سوريا".
ورد الأسد على سؤال حول احتمالية وجود معارضة سورية معتدلة، قائلا "على لسان المسؤولين الغربيين…وفي مقدمتهم الرئيس السابق أوباما قال بأن المعارضة المعتدلة هي عبارة عن خيال أو وهم…هذا باعترافهم".
وأضاف بقوله "هم من دعموا تلك المعارضة وهم من أعطوها غطاء الاعتدال غير الحقيقي…فإذاً هذه المعارضة المعتدلة غير موجودة، الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعا، العقائدية أيضا بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حوارا ولا حلا إلا بطريقة الإرهاب".
وعن سر التفاوض مع تلك المعارضة قال: "نتفاوض معهم لأن الكثير في البداية لم يكن يصدق بأن هذه المجموعات لا ترغب بإلقاء السلاح، وبالذهاب باتجاه العمل السياسي، وبالتالي ذهبنا لكي نثبت لكل من يشكك بحقيقة هذا الأمر، بأن هذه المجموعات لا يمكن أن تمارس العمل السياسي، لأنها مجموعات إرهابية بالعمق حتى النهاية".
وتحدث الرئيس السوري عن الحرب على الإرهاب، قائلا: "العالم الذي أعلن عن حربه ضد الإرهاب عملياً هي الدول الغربية نفسها التي تدعم الإرهاب، معظم دول العالم تقف ضد الإرهاب، هي لا تعلن ذلك ولكن عملياً تتعاون معنا بشكل أو بآخر خلال الحرب وقبل الحرب، لأن الإرهاب لم يبدأ فقط مع الحرب على سوريا، بل هو موجود في العالم بشكل أو بآخر، طبعا يتزايد بشكل مستمر بفعل الحروب المختلفة في الشرق الأوسط، ولكن الدول الغربية التي أعلنت الحرب على الإرهاب مازالت حتى هذه اللحظة تدعمه، هم لا يحاربونه، وما يقولونه هو مجرد عنوان للاستهلاك الداخلي، وفي حقيقة الأمر إنهم يستخدمون الإرهاب كورقة لأجندات سياسية مختلفة حتى لو كان هذا الإرهاب يرتد عليهم ويؤدي لسقوط ضحايا في دولهم ولكنهم لا يعترفون بهذه الحقيقة".
ورد بشار الأسد على سؤال إذا ما كان هناك تعاون أمني بين الحكومة السورية والحكومات الغربية، وبالأخص فرنسا، قائلا "لا، هو ربما الجانب الفرنسي كان يتحدث عن التعاون قبل الحرب، لأنه بعد بدء الحرب وبعد الموقف الفرنسي المؤيد للإرهابيين، توقفت سوريا عن التعاون الأمني مع كل تلك الدول، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون أمني وعداء سياسي".
وهاجم الرئيس السوري ما أسماه دعم الخليج الإرهابيين بالأموال، قائلا "معظم دول الخليج هي دول تابعة لا تجرؤ على أن تقول لا، البعض منهم يقول لنا نحن معكم ولكن لا نستطيع أن نعبر عن ذلك، نتمنى لكم الانتصار في حربكم والحفاظ على سوريا موحدة وهزيمة الإرهابيين، ولكن في العلن يقول شيئا مختلفا لأنه يخضع للإرادة الغربية".
وعن سر التدخل التركي في سوريا، قال: "أردوغان وضع كل آماله على تحقيق انتصارات من قبل الإرهابيين إلى أن وصلنا إلى معركة حلب، وكانت بالنسبة له معركة فاصلة بحكم أهمية حلب السياسية والاقتصادية وأيضا الجغرافية واللوجستية. إلا أن فشل الإرهابيين في الحفاظ على مواقعهم في مدينة حلب، بفعل الرفض الشعبي لأهالي المدينة والمحافظة، وبفعل إنجازات الجيش السوري، دفع أردوغان للقيام بالتدخل المباشر، على الأقل لإبقاء مكان له على الطاولة السياسية عندما يتم الحديث عن مستقبل سوريا".
وعن التدخل الأمريكي قال: "بشكل عام السياسة الأمريكية تبنى على خلق فوضى في أماكن مختلفة من العالم، وصراعات وفتن بين الدول على مدى عقود. هذا الشيء ليس جديدا، ولكنه يتكرر بأشكال مختلفة، فمن خلال هذه الفتن، توجد لها موطئ قدم من خلال التناقضات ومن خلال عملاء موجودين أساسا، ولكنهم تمكنوا من الظهور بسبب الظروف المستجدة، وتدخل في مساومات تحقق مصالحها في تلك المنطقة، هذه سياسة أمريكية قديمة".