وتابع نافع في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، المخاطر المترتبة على تلك الضربات سياسية وجيوسياسية، ومن المتوقع أن ينتج عنها تبعات اقتصادية، وهذا يتوقف على الطبيعة التي ستتلقى بها الأطراف الفاعلة في سوريا للضربة الأمريكية، وتلك الضربات من شأنها أن تعيد أمريكا إلى ميدان المعركة على الأرض في سوريا، بعد أن توارى دورها خلال الأشهر الماضية.
وأضاف نافع، عندما تقوم أمريكا بضربة قوية كما حدث بالأمس، في ظل التكهنات التي كانت سائدة بأن هناك تفاهمات أمريكية روسية بشأن بقاء الأسد، ثم تعود الولايات المتحدة لتنحاز إلى الملف السعودي بشكل كبير وترفض وجود الأسد، بل وتوجه له ضربات عسكرية، فإذا استوعبت روسيا وتركيا والدول الفاعلة في المنطقة بشكل هادئ، فلن تكون لها تبعات مهمة لأن المنطقة مشتعلة بالفعل، أما إذا تطورت الأمور إلى نذر حرب فسيكون لذلك تداعيات خطيرة ومدمرة على كل أسواق الاقتصاد العالمي.
وأشار نافع، إلى أن هناك مراهنات على أن الضربة ستمر بشكل هادئ ولن يتم التصعيد من جانب الدول الفاعلة في سوريا، وأن تلك العملية جاءت لتحريك الأوضاع لإيجاد حل سريع للأزمة في سوريا، وأن ترامب سيجني بعض النقاط في ملفاته الداخلية كنتيجة لتلك الضربة، والتي جاءت على خلفية مجزرة بالأسلحة الكيميائية، وجهت أصابع الاتهام فيها للحكومة السورية.
ولفت نافع، إلى أن الأسواق العالمية تتحرك وفقاً للتنبؤات، فمن كانت لهم رؤية سلبية، فقد تأخذهم تلك الرؤية إلى أزمات حقيقية في السوق، أما من يمتلك رؤية معتدلة ومتسقة وتقرأ الأحداث السياسية بأن مآلها إلى الاستقرار، لن تحدث لديه أيه تغييرات، والوضع الراهن في أعقاب تلك الضربات هو وضع سياسي والاقتصاد مفعول به وليس فاعلاً، وبانتهاء الأزمة في سوريا قد يحدث انتعاش كبير في الأسواق الاقتصادية العالمية، نتيجة مشاريع الإعمار فور انتهاء العمليات العسكرية.
وكانت القوات الأمريكية قد وجهت ليلة أمس ضربة صاروخية إلى مطار عسكري تابع للقوات السورية في محافظة حمص، حسبما أفادت قناة "أن بي سي"، نقلا عن مسؤولين في البنتاغون.
وقال مسؤولون أمريكان إن القوات الأمريكية أطلقت ما يقرب من 60 صاروخا من نوع "توماهوك"، ليلة الجمعة، على مطار عسكري بالقرب من الشعيرات.
وأشار المسؤولون إلى أن العسكريين الأمريكيين يعتقدون بأن هذا المطار استخدم لقصف منطقة خان شيخون في إدلب بالسلاح الكيميائي.