المقداد:الإدارة الأمريكية تمارس الكذب وسنصد أي عدوان جديد

سبوتنيك: الضربة الامريكية للقاعدة العسكرية في حمص هل هي مقدمة لعدوان عسكري اوسع ام انها لزيادة حسنات ترامب في ميزان الداخل الامريكي لتقوية نفوذه خاصة انه اعلن مرارا انه مختلف عن سلفه اوباما ؟

المقداد: حقيقة هذا  سؤال هام..هذه الضربة الامريكية تاتي بعد عدة مقدمات تميزت بتقلبات في الموقف السياسي الامريكي وتعكس خلافات داخل الادارة والساحة الشعبية الامريكية كما انها رسالة ليست موجهة للداخل الامريكي وانما موجهة للعالم  في اطار تعزيز هيمنة  امريكا على العالم وهذا يدل على انه مهما تبدلت الادارات فالاستراتيجية الامريكية مستمرة تحت مختلف هذه الادارات.

هذا جانب لكن نحن نعتقد ان مثل هذه الضربات تؤذي سمعة الولايات المتحدة الامريكية داخل وخارج امريكا…فالمظاهرات التي شاهدناها يوم امس ضد ضرب سوريا عند مبنى ترامب في نيويورك وهو مقابل الامم المتحدة يعني وجود راي عام امريكي لايرحب بمثل هذه السياسات العدوانية للادارة الامريكية واذا ارادت الولايات المتحدة الامريكية ان تلعب دور شرطي العالم الامر الذي كان ترامب قد هاجمه خلال حملته الانتخابية فإنه  الان يتناقض مع كل وعوده الانتخابية وهذا يدل على انه لامصداقية للقيادات الامريكية ولا لحملاتها الانتخابية ولاتعتمد اصلا  على مبدأ ممارسة الديمقراطية والشفافية لا بالحكم ولا شفافية الادارات الامريكية مع الشعب الامريكي.

نحن ندين هذا العدوان الموصوف على سوريا  من قبل الادارة الامريكية الجديدة التي ارادت ان تبدا عملها بعدوان فلنتصور ماذا ستكون عليه السنوات الاربعة القادمة ليس في سوريا لاننا نحن تعودنا على مثل هذه السياسات الامريكية العدوانية لكن هذا سيعطي انطباع عام لكل شعوب العالم حول سياسات هذه الادارة ونعتقد ان هذا سيعيد اجواء الحرب الباردة واجواء العدوان الامريكي على ما كان سابقا ضد فيتنام والعراق والشعوب الاخرى سواء في اوروبا او حتى في امريكا اللاتينية والتي يجب ان تنتبه الى  ان وحدة القوى المناهضة للسياسات العدوانية الامريكية يجب ان تتعزز ويجب ان تنضم اليها قوى تريد الاستقلال والسيادة لبلدانها.

المقداد: أنا اؤكد بأنه لسوريا الكثير من الخيارات..سوريا وحلفائها لايريدون تهديد الولايات المتحدة الامريكية ونحن لانهدد الامن والسلم في العالم ولانريد توجيه انذارات للراي العام الامريكي..لكن لكل حادث حديث وانا متأكد اننا كما نناضل ونعمل ضد الارهاب في سوريا والمنطقة نيابة عن كل العالم فإننا سندافع عن سيادة واستقلال سوريا.

سبوتنيك: في نفس الاطار اعلن عن أن 23 صاروخا من أصل 59 صاروخا أصابت القاعدة الجوية السورية ماهي معلوماتكم حول الـ36 صاروخا الباقين؟

المقداد: لايمكن لاي عمل عدواني ان يحقق الاهداف..قد يكونوا نجحوا في تمرير هذا العدوان واستخدام احدث مافي الترسانة الامريكية من اسلحة..نحن لم نتلق حتى الان تقارير حول مصير الصواريخ الاخرى..لكن انا اؤكد ان سوريا بدعم الاصدقاء الروس لن تقف عاجزة عن ايجاد سبل للدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الصواريخ لو تكررت مثل هذه المحاولات العدوانية.

المقداد: مما لاشك فيه ان الجهد الذي يبذله الاصدقاء الروس في تعزيز الدفاعات السورية جهد مشكور ويأتي في اطار مشروع..بينما تاتي السياسات الامريكية متهورة وغير مبنية على قواعد حقيقية..فمثلا نحن قلنا قبيل هذا العدوان انه لاتوجد اسلحة كيماوية في سوريا..انتهى هذا الموضوع وقمنا بتسليم البرنامج الكيمياوي السوري لمنظمة حظر الاسلحة الكيمياوية وامريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وكل دول الاتحاد الاوروبي وحتى السعودية يعرفون انه لايوجد برنامج كيمياوي في سوريا.، بما يعني ان هذا العدوان لم يكن مبررا على الاطلاق.. 

الاتحاد الروسي تصرف بعقلانية على الرغم من وجود عسكريين روس في القاعدة التي تم ضربها لكن..الاتحاد الروسي يسعى دائما الى ممارسة سياسة تتصف  بالهدوء وضبط النفس وعدم الانفعال لان اي تصرف اخر كان سيقود الى كارثة انسانية لاسوريا ولا الاتحاد الروسي يريدان ذلك..لكن هذا التهور في السياسات الامريكية يعني المزيد من التصعيد وفقدان الامن ليس في هذه المنطقة بل بكافة انحاء العالم التي قد لاتعجبها السياسات الامريكية وهذا شيء طبيعي..لذلك نحن نقول انه لم يكن هنالك اي مبرر على الاطلاق لهذا العدوان وانه جاء في اطار اعطاء اشارة من الادارة الجديدة حول نواياها الحقيقية تجاه دور الولايات المتحدة الذي قد يكون دورا عدوانيا مباشر 

يسعى الى استخدام القوة على حساب ضبط النفس وعلى حساب ماتحقق طيلة السنوات الماضية في اطار الاتفاقيات التي تم التوصل اليها سواء

في اطار الامم المتحدة او في اطار اتفاقيات ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية.

المقداد: هذا سؤال جيد..اولا اود ان اؤكد ما اكده الاصدقاء الروس انهم لم يتلقوا اي اشارة على الاطلاق وانهم لو تلقوا الاشارات لكانوا اعلمونا ولكانوا اتخذوا هم ايضا اجراءات في هذا المجال..على كل نحن والاصدقاء كنا نتوقع هذا العدوان وكانت هنالك اشارات معلنة من البيت الابيض وغيرها اما عن ممارسة الكذب فأعتقد انه من المعيب من قبل  الادارة الامريكية  ان تبدأ عهدها بالكذب..وهذا ما أكده الاصدقاء الروس في اجتماعات مجموعة دعم سوريا في جنيف التي انعقدت يوم الخميس الماضي حيث نفوا نفيا قاطعا علمهم بهذا العدوان هذا من جهة…

اما عن المصالح الامريكية اعتقد انه في عالم اليوم هناك مصالح لكل دول العالم مع بعضها لكن لاتوجد مصالح امريكية خاصة في سوريا  يمكن لها ان تبرر مثل هذا العدوان..اعتقد المصالح كما ظهرت هي مصالح حماية الارهاب والتنظيمات الارهابية لان من كان اكثر سعادة بهذا العدوان الامريكي هي داعش وجبهة النصرة بينما كان الرئيس الامريكي المنتخب مؤخرا قد اعلن انه سيحارب داعش لنجد انه يحارب الجيش العربي السوري الذي يتصدى لداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية ونرى ان الادارة الامريكية صدقت الادعاءات التي قدمتها جبهة النصرة وهي تنظيم ارهابي وهي القاعدة التي ضربت الولايات المتحدة الامريكية وانا رايت بنفسي اثار تلك الضربة لانني كنت حينها مندوب سوريا لدى الامم المتحدة وسفيرها في نيويورك ورايت برج التجارة العالمي وهو يتدمر..هل تريد الولايات المتحدة الامريكية وهذه الادارة انهيار ابراجا اخرى من قبل داعش والنصرة اللذين اظهر هذا العدوان انه دعم لهذه التنظيمات الارهابية او انه دعم لكل من يسعى لافشال الجهود التي تبذلها الامم المتحدة سواء كان في استانا من قبل الاصدقاء الروس او في جنيف لصالح التنظيمات المتطرفة والارهابية واعتقد ان كل ذلك يعكس سياسات خاطئة يجب وقفها فورا من قبل كل دول العالم بما في ذلك الامم المتحدة وان لاتفرح الولايات المتحدة اذا قام احد الملوك او الامراء بدعم مثل هذا العدوان لان هؤلاء يخافون على انفسهم ايضا..

المقداد: هم غير صادقين في ذلك..بل هم الارهابيون..هم الذين يمارسون الارهاب..هم تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المتحالفة معهم

في المعارك الاخيرة عندما قامت التنظيمات الارهابية بتوجيه اسلحتها ودمارها الى مدينة دمشق لم يكن هنالك فرق بين مايسمى بتنظيمات معتدلة او جبهة النصرة او داعش الجميع كان يهاجم العاصمة السورية وبالمناسبة لم نسمع كلمة واحدة من قبل هؤلاء الذين يدعون حماية المدنيين والاطفال حول ماتم في ضواحي دمشق بينما هم اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما حرر الجيش شرق حلب من المنظمات الارهابية المسلحة وبشكل خاص من جبهة النصرة..وداعش في بعض الاماكن..اذا هم يمارسون سياسة مزدوجة المعايير ولايريدون اعادة الامن والاستقرار الى سوريا لان الجمهورية العربية السورية من الدول الرائدة في حماية امنها واستقلالها ولاترغب في تهديد الامن والاستقرار. لافي المنطقة. ولافي سوريا..نحن نسعى الى حل سياسي وشاركنا في استانا وجنيف بينما تغيبت المنظمات التي يسمونها معتدلة عن هذه الاجتماعات بقرار من الحكومات التركية والسعودية والقطرية والضغوطات الاوروبية على هؤلاء..لكن الحقيقة هي ان الولايات المتحدة تريد ان تلعب دور شرطي العالم وتريد حسم الاوضاع في المنطقة لصالحها وصالح حلفائها عن طريق العدوان وعدم احترام سيادة واستقلال الدول..

المقداد: العباءة الامريكية لايمكن ان تخدم الا من يجلس تحتها وهم الامريكيون و الادارات الامريكية..فيما يتعلق بمواقف السعودية والاردن والامارات واخرين وتركيا على الرغم من انها ليست دولة عربية لكنها انضمت الى هذا الحلف المعادي لسوريا هذا يدل على ان هذه الدول ادوات تخدم سيدها لانه يحافظ على وجود هذه الانظمة..ومقابل ذلك تقوم هذه الانظمة بدفع فدية للسياسات الامريكية بمليارات الدولارات على حساب التنمية والتطور في بلدانها لذلك..نحن لانقيم اي قيمة لمثل هذه الاقاويل لانها لاتمثل راي الشعوب وانما راي انظمة ارتبط مصيرها بالدعم الامريكي لها..وهذا امر معلن حتى ان الرئيس الامريكي قال.".سندافع عن السعودية لكن مقابل ان تدفع السعودية مايمكن ان تخسره الولايات المتحدة نتيجة لهذا الدفاع."اي تدفع ثمنا للدفاع عنها..هذه الانظمة تدعم الارهاب والقتل وتدمير البنى التحتية في سوريا فماذا يمكن ان نتوقع من مثل هذه الانظمة التي فقدت الضمير وفقدت الاحساس بسيادتها واستقلالها وتقوم ببناء تحالفات مع قوى تعتدي على سوريا وعلى الفلسطينيين بما في ذلك اسرائيل بشكل خاص وهي بنت علاقات مع اسرائيل تفوق علاقاتها فيما بينها..اي ان العلاقات السعودية الاسرائيلية اقوى من العلاقات السعودية مع الامارات والكويت واي دولة خليجية او عربية اخرى..لذلك نحن لانستغرب ذلك ولم نفاجأ به اطلاقا.

المقداد: اعتقد ان الاحتمال الثاني هو الصحيح..لان الاردن هو الذي ساهم في ارسال الكثير من الارهابيين الى سوريا..واحتضنهم وسلحهم ودفع لهم الاموال السعودية التي كانت تاتي وهنالك غرفة عمان  الموك التي يشترك فيها ضباطا من السعودية وقطر وفرنسا وبريطانيا واسرائيل ودول اخرى في المنطقة وخارجها..لذلك نحن لانفاجأ اذا قرر النظام الاردني ان يعود الى سياسة التصعيد مع سوريا لكن نحن نحذر هذا النظام وغيره ان من يترعرع الارهاب بين جناحيه فإنه لابد ان يدفع الثمن لاحقا والاردن بدأ يدفع هذا الثمن بشكل واضح وعلني.

سبوتنيك: القمة العربية التي عقدت مؤخرا في الاردن بغياب سوريا..كيف تقيمون هذه القمة التي كانت سوريا حاضرة فيها رغم غيابها..وهل تلقيتم رسائل دعم من دول عربية بعد العدوان الامريكي على سوريا؟

المقداد: مما لاشك فيه ان التضامن مع شعب سوريا هو تضامن  جماهيري بدون تعداد البلدان التي شهدت مظاهرات ضد العدوان..لكنني اشعر بأن لو حاول احدهم ان يفكر مثلا في السعودية بالتضامن مع سوريا لاقيم عليه الحد وقطع راسه فورا..وهذا مايحدث في بلدان الخليج وبلدان اخرى لان الخط الاحمر هو التضامن مع سوريا..لكن ماشهدناه من زيارات مؤخرا من وفود ليبية وتونسية ووفودا اخرى تاتي الى سوريا وقد تاتي اليها والتضامن الذي تم اثناء انعقاد القمة عندما اتت الجماهير الاردنية الى السفارة السورية بعمان لتحتج على انعقاد هذه القمة الميتة بالبحر الميت كله يدل على ان الوعي العربي لايمكن ان يتلاشى لكن هناك القمع و القهر والتضليل الاعلامي الا ان هذه الجماهير قلبها كما نستمع منها دائما مع سوريا وستقف الى جانبها..لكن ماذا ننتظر من القمم العربية الحالية او حتى القادمة.، اولا نحن لم نطلب العودة الى هذه الجامعة لكن سمعنا اصواتا جريئة  مثل العراق والجزائر وحتى مصر كانوا كلهم يفتقدون وجود  سوريا..وجود سوريا في القمم له طعم خاص..سوريا التي كانت تدافع عن كل العرب حتى من بعض العرب..كانت سوريا جريئة في كلمتها..كانت سوريا تطرح حشد الجهد العربي  في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي المستمر لفلسطين والجولان ولما تبقى من اراض محتلة في جنوب لبنان وكانت تسعى  لابعاد التدخلات الاجنبية على الساحة العربية..التدخلات التي تضر بالامن القومي العربي..لكن الان من سيدافع عن هذا الموقف الذي كانت سوريا تتبناه وتدفع  ثمنه بشكل مباشر سواء في مجال التنمية او التعاون الدولي او محاربة الدول الغربية..سوريا الان في هذه الحرب الارهابية المدعومة من قبل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل   تدفع ثمن هذه المواقف والحرب تهدف الى انهاء الدولة السورية لكي تعربد القوى الغربية في هذه المنطقة وخارجها.

المقداد: نحن تحدثنا منذ زمن طويل عن فقداننا  الثقة بدي مستورا..لكن طالما انه يمثل الامم المتحدة فنحن سنستمر في التعاون..نحن في الفترة الاخيرة ذهبنا الى استانا ولم نر شركاء لنا في استانا..تركيا والسعودية وقطر والدول الغربية  منعت الوفد الاخر من المجيء الى استانا في محاولة لافشال الجهود التي تبذل باستانا..حتى الدول الغربية منعت استصدار بيان ذو معنى في مجلس الامن لدعم عملية استانا..وعندما  ذهبنا الى جنيف ايضا لم نجد مايمكن ان يؤدي الى حالة جديدة في اطار المفاوضات..ديمستورا كما ذكرت اضافة الى منظومة داخل الامم المتحدة تتبع مباشرة للسياسات الامريكية والغربية ومنعت الامم المتحدة من القيام بدور مؤثر في حل الازمة السورية..

الهم الاساسي للدول الغربية ولديمستورا بشكل خاص هو مايسمى بمرحلة انتقالية يعني برحيل القيادة السورية.ونحن نقول دائما ان سوريا 

بدون هذه القيادة والحكومة والرئاسة ستتشظى الى فتات لانهاء الدولة السورية وانهاء مؤسساتها التي يطالب البعض في الحفاظ عليها من دون الحكومة السورية..فمن سيحافظ على هذه الدولة السورية.، نحن نقول ان ديمستورا اصبح طرفا في هذه المشكلة ولم يعد الحل ولم يعد وسيطا نزيها..لذلك يمكن ان يقول مايشاء لن نستمع له ولا لغيره وسنتابع نضالنا وحربنا على الارهاب.

سبوتنيك: مع ذلك ستتعاملون مع ديمستورا في المستقبل؟

المقداد: سنتعامل مع الامم المتحدة ومن يمثلها..

سبوتنيك: هناك تسريبات انه تم التمديد لديمستورا ؟

المقداد: هذا قرار يخضع للامين العام للامم المتحدة ونحن نعرف اليات اتخاذ القرار في الامم المتحدة.

سبوتنيك: هل كنتم ترفضون التمديد لديمستورا؟

المقداد: نحن لم نقل اي شيء حول هذا..لكن قلنا بأن ديمستورا لم يعد وسيطا نزيها..

سبوتنيك: لقاء استانا المقرر في الثالث والرابع من مايو ايار القادم..هل مازال الموعد قائما؟

المقداد: سينعقد اجتماعا الاسبوع القادم في طهران كما علمنا من قبل الضامنين الثلاثة ان الحكومة التركية قد قررت وطلبت من مستضيفي هذا الاجتماع عدم احاطة هذا الاجتماع بالاعلام  يبدو لكي لا يعرف ماهو موقف الحكومة التركية من ذلك..اعتقد ان اجتماع استانا يعتمد على ماسيتم في اجتماع طهران القادم..

سبوتنيك: لماذا كانت لقاءات استانا برأيكم اكثر جدية من جنيف؟

المقداد: لانها جلبت التنظيمات التي لها وجودا على الارض..نحن مازلنا بالطبع نقول ان هذه التنظيمات ارهابية حتى تتخلى عن الارهاب..ولم يكن بعض المتابعين يصدق ماكنا نقوله ان هذه التنظيمات تابعة وملحقة بالتنظيمات الارهابية لكن ثبت بعد انتهاء اجتماع استانا وعدم مجيئها الى استانا ومشاركتها لداعش وجبهة النصرة في الهجوم على دمشق والهجمات التي تمت بريف حماة والهجمات الاخرى التي تمت بريف اللاذقية الشمالي ان هذه المجموعات مازالت لاتكتفي فقط باعلان ولائها للتنظيمات الارهابية بل بان ممارساتها على الارض تنسجم ايضا مع ممارسات التنظيمات الارهابية لكن نحن موقفنا المعلن اننا سنشارك في اي اجتماعات تنقذ الدم السوري من ان يستمر بالهدر لكي ننقذ الاطفال والنساء واي مواطن سوري تتعرض حياته للخطر.

المقداد: لم نستمع بعد الى اية مقترحات حول  موعد لعقد الاجتماع القادم لجنيف. لكن كله مرتبط ببعضه اجتماعات استانا هامة جدا ونحن سنشارك فيها وقرارنا هو المشاركة حتى لو قاطعها الاخرون طالما ان الضامنين يوجهون لنا الدعوة والحكومة الكازخية توجه الدعوة فاننا سنحضر 

لكننا نشكك  بصحة وصدق نوايا الاطراف  الاخرى لانها لاتمثل ارادة الشعب السوري وبعيدة عن ذلك وتخضع بشكل اساسي  للتوجيه السياسي والعسكري من قبل مشغليها في السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.

سبوتنيك: جنيف 5 لم يقدم اي جديد الا ان المبعوث الاممي قال ان المؤتمر ناقش السلات الاربعة واحدث اختراقا في احداها..ماهو هذا الاختراق وكيف يمكن البناء عليه في جنيف 6 المرتقب ؟

المقداد: بصراحة لا اريد التعليق على مايقوله المبعوث الاممي..لكن نحن كنا جاهزون لمناقشة كل شيء طبعا المناقشات التي جرت  اظهرت مرة اخرى انه لايوجد اي هاجس وطني لدى معارضة الرياض لان هاجسها الحقيقي هو استلام السلطة ونحن لاتوجد لدينا مفاتيح لتسليم السلطة لاحد لذلك هذا الهدف سيفشل ولن يتحقق ولن نسلم مفاتيح السلطة لاحد لاننا لانثق بأن هؤلاء يتحملون مسؤولية انقاذ سوريا هم جزء لايتجزا من الارهاب والمشكلة ومن تدمير سوريا..من يدمر سوريا لايوجد لديه اي احساس بأنه يمت الى سوريا ويحتاج الى اقناعنا بانه سوري..وان هدفه ليس هدف تدمير سوريا..من سيحافظ على سوريا اذا سلمنا هذه المفاتيح لهم ستنهار سوريا..ولاتوجد سوريا اذا استلمها هؤلاء المجرمون والقتلة.

المقداد: هنالك الكثير من التطورات والتعقيدات لن نتحدث عنها لاننا  نؤمن في نهاية المطاف بان كل ماتحاول الولايات المتحدة  القيام به من خلال تحالفها المزعوم  لم يرتق بعد الى تحمل مسؤولياتهم الدولية.، هم يقومون بقتل الابرياء من السوريين..هم قتلوا اكثر مما قتل في خان شيخون بعشرات المرات ان لم نقل مئات المرات ولايحق لهم ان يدعوا بانهم يحافظون على الشعب السوري..هم يخالفون القانون الدولي لانهم يقومون بالعمل من خلف ظهر الحكومة الشرعية السورية ويقومون بقتل الابرياء بذريعة حماية السوريين كما حدث مؤخرا عندما غاروا على مطار الشعيرات وهم غير حريصين الا على مصالحهم الضيقة لانه كما اعلنت الادارة الامريكية فهي تحافظ على مصالحها الاستعمارية والتوسعية وفي الهيمنة على العالم وفي تهديد امن وسلم العالم..لذلك مانؤمن به في سوريا هو انه لن يكون هناك سنتيمتر واحد من ال 185 الف كيلومتر مربع السورية وهي مساحة سوريا خارج سيطرة الدولة السورية ان لم يتحقق هذا خلال الايام والاشهر والسنة القادمة فسيتحقق لاحقا لان 

السوريين معروفين بدفاعهم عن ارضهم ووحدة شعبهم ونقول لمن يتورط في اي عمليات فيدرالية او غيرها ان يراعي كونه سوريا اولا واخيرا وان لايكون اداة طيعة بايادي اعداء سوريا لتفتيت وحدة سوريا وارضها ويتوهم  من يعتقد انه قادر على تحقيق اهدافه دون رضى الشعب السوري 

لذلك فان الحكومة السورية لن تتخلى عن سنتيمتر واحد من هذا الوطن وارضه وشعبه.

سبوتنيك: التواجد الامريكي في الشمال السوري لايقل خطورة عن التواجد التركي فقد تم ضرب البنى التحتية الاستراتيجية لسوريا في عدد من المناطق اضافة الى قطع الطريق على الجيش السوري مع تواجد تلك القوات في منطقة الطبقة بريف الرقة لمنع تقدم الجيش باتجاه الرقة ماذا تريد امريكا من ذلك..وما اسباب غض الطرف السوري والروسي والايراني حيال مايجري هناك؟

المقداد: امريكا لاتريد حلا سياسيا للازمة السورية..امريكا تريد التوسع ودعم ادواتها وعملائها وتعقيد المشهد السوري لاهداف خاصة نحن نعرف هذه الاهداف الخاصة وندينها وندين العدوان الامريكي غير المشروع على الاراضي السورية سواء كان في منطقة الشعيرات او في اي مكان اخر في سوريا بما في ذلك الشمال السوري..نحن نعي جيدا الدور الامريكي الهدام في سوريا على الرغم من كل الجهود التي تبذل من اجل توحيد كل قوانا لمحاربة ومكافحة الارهاب لكن الولايات المتحدة بغاراتها تقوم بتدمير البنى التحتية السورية وتقوم باقتراف جرائم حرب ضد البشرية من خلال قتلها للابرياء السوريين في المدارس كما حدث مؤخرا في الرقة وغيرها ويوم اول امس بعد العدوان الامريكي ارتكبت القوات الامريكية مجزرة بقرية هنيدة في ريف الرقة الغربي  راح ضحيتها عددا من الاطفال والابرياء..لذلك على الولايات المتحدة ان تعي انها بذلك  تخالف دورها كعضو دائم في  مجلس الامن وانها بكل عملياتها تدعم الارهاب وداعش وجبهة النصرة والتنظيمات التي لاتريد الخير لسوريا..والسوريون سيدافعون عن وطنهم.

سبوتنيك: هناك من يتحدث عن تقاسم نفوذ جيوسياسي في سوريا مثلا الامريكي له الشمال الشرقي من سوريا وتركيا على الحدود السورية التركية والاردن هنا واسرائيل هناك..كيف تنظرون الى ذلك؟

المقداد: هذه نظريات تعكس التعقيد الذي يفتعله البعض في المشهد السوري..لكن اذا اخذناها واحدة واحدة فسنفككها ونحن قادرون على التعامل معها في الوقت المناسب.

سبوتنيك: العلاقات مع العراق والتنسيق بين الجيشين العراقي والسوري في محاربة الارهاب لاسيما ان هناك عمليات مشتركة للطيران الحربي منذ فترة طويلة بتنفيذ عمليات ضد اهداف لداعش في كلا البلدين..الى اي حد يمكن ان يكون هناك عمليات برية مشتركة في سوريا لضرب مواقع داعش؟

المقداد: في الحقيقة انا اؤكد ماقاله الوزير المعلم في مؤتمره الصحفي الاخير ان الجيش العربي السوري والطيران العربي السوري قدم مساعدات جلى للجيش العراقي عندما اجتاحت داعش الموصل وكانت تقترب من بغداد عندها تدخل الطيران العربي السوري لاداء واجبه تجاه شعبنا العراقي وعندما قام الطيران العراقي ايضا بقصف داعش على الحدود السورية العراقية في البوكمال ايضا لم نشعر باننا نتعامل مع جيش غريب هذا هو التنسيق الذي يجب ان نقوم به كلانا.. المعركة التي يخوضها الجيش العراقي ضد داعش في الموصل وغيرها هو دعم لسوريا

وان حربنا على الارهاب في سوريا ضد داعش ايضا هو دعم للعراق..هل نحن بحاجة الى مزيد من التنسيق انا اقول اننا بحاجة الى مزيد ومزيد من  هذا التنسيق والتعاون ويتم التنسيق بشكل معلن او غير معلن بيننا وبين الجيش العراقي وهنالك المركز الذي انشئ في العراق للتنسيق العسكري وهو يمارس دوره بشكل او بآخر..نحتاج الى مزيد من التنسيق..هذا صحيح..لكن الحرب المعلنة على داعش في كلا البلدين هي حرب على عدو واحد واي انتصار في العراق يخدم سوريا والعكس صحيح فأي انتصار او انجاز في سوريا يخدم الاشقاء في العراق.

المقداد: نحن نعتقد ان الحل السياسي في نهاية المطاف هو الذي يجب ان ياتي ليتوج الوضع العام في اي حرب من هذا القبيل..يجب ان تتوقف القوى الخارجية العدوانية المتمثلة بالولايات المتحدة والدول الغربية والبترو دولار عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية هذا سيسهل المعركة وان نجلس نحن السوريين لنحل هذا الاشكال فاعتقد اننا سنكون قادرين على حلها..نحن نتعاون مع الجهود المبذولة في استانا وجنيف 

 ونعتقد ان الحل يجب ان يضمن وحدة شعب وارض سوريا وان الحل يجب ان يكون في تحقيق الاصلاحات التي تحتاجها سوريا ونحن في القيادة السورية نؤمن باننا بحاجة الى الاصلاح كما هي الحال في كل دول العالم..عندما تنتخب ادارة امريكية جدبدة على ركام ادارة امريكية سابقة فهذا بعني انه بحاجة للاصلاح وهذا يتم في كل انحاء العالم..في سوريا حملت التنظيمات الارهابية المسلحة السلاح ضد الدولة السورية يجب وقف هذا العمل لانه ارهاب اعتمد على الدمار وقتل المواطنين الابرياء..الجيش العربي السوري والقوات الرديفة بدعم من الحلفاء الروس والجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله قاموا بمواجهة هذه الحرب الارهابية على سوريا لانها تهدد الامن والاستقرار في المنطقة والعالم ونحن نعمل من جانب اخر الى جانب مكافحة الارهاب على تحقيق الحل السياسي الذي يجري التشاور عليه بين جميع السوريين لكن يجب ان نتفق اولا هل هؤلاء الذين يشاركون في هذه المباحثات هم سوريون وهل هم معنيون بالحل السياسي وهل هم شركاء حقيقيين في هذه  الحرب على الارهاب 

لان الارهاب يهدد اي شيء..لا يمكن ان نتوصل الى حل سياسي طالما هؤلاء يرتبطون بدول خارجية بما في ذلك السعودية وقطر وتركيا والدول الغربية وامريكا..يجب ان يعودوا لان يكونوا سوريين ونجلس سويا لدراسة سبل حل هذه الحرب ونضمن وحدة ارض وشعب سوريا وانتصارها على الارهاب.

اتمنى لـ "سبوتنيك" المزيد من النجاح في اداء واجبها الاعلامي وهي تثبت في كل يوم انها وسيلة اعلامية ناجحة تقنع الراي العام في روسيا وسوريا..والمنطقة وتتوسع الان بشكل كبير مصداقيتها في دول العالم..التعاون الاعلامي السوري الروسي  مفيد دائما لنعرف ماتفكر به موسكو وان يعرف الشعب السوري ماتفكر به موسكو والشعب الروسي ماتفكر به سوريا.

أجرى الحوار: محمد معروف