ويعرف "سبت النور" كذلك بـ"سبت الفرح"، وهو الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة، وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح.
وتتغير أعداد المسيحيين في فلسطين، قطاع غزة والضفة الغربية، من وقت لآخر بسبب الهجرة المتتابعة من أفراد الجالية المسيحية في فلسطين، التي تعود لكثير من العوامل، أهمها الحصار الإسرائيلي، والحروب، إضافة لسفر الطلاب للدراسة.
يقول مدير العلاقات الدينية في كنيسة الروم الأرثودكس في قطاع غزة، جبر الجلدة، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن الآونة الأخيرة شهدت هجرة كبيرة للمسحيين من فلسطين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وبيّن الجلدة أن السبب الأساس في الهجرة هو طلب الدراسة، مؤكداً وجود حالة من الضيق على المسيحيين في فلسطين، بسبب الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والسياسية الصعبة، لافتاً إلى أن "بعض المسيحيين يفضلون العيش خارج فلسطين إلى أن يجدوا فرصة هادئة للرجوع لها".
وشدّد على عدم وجود أي نوع من القمع للمسيحيين في قطاع غزة، موضحاً أن "المسيحيين يعيشون بجانب أخوتهم المسلمين بكامل السلام والهدوء، كونهم يحملون هدفاً واحداً وهو فلسطين".
وعن بقاء المسيحيين في قطاع غزة أثناء فترة الحرب، نوّه الجلدة إلى أن الجالية المسيحية في غزة تبقى جنباً بجنب أخوتهم المسلميين تحت القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن "من تتوفر له فرصة للسفر خلال الحرب يسافر، خاصة حاملي الجوازات الأجنبية الذين تطلب سفاراتهم مغادرتهم لقطاع غزة".
وأضاف، "إسرائيل لا تسمح بإصدار التصريحات للمسيحيين في القطاع، إلا في ثلاث حالات وهي المرض، وعيد الميلاد، وعيد القيامة المجيد، حيث أنها تعطي التصريحات لأعداد محددة، في حين تمنع الآخرين لأسباب أمنية، أو بدون إبداء أسباب".
يُشار إلى أن عدد المسيحيين في قطاع غزة يتغير بشكل دوري، في حين أظهرت آخر إحصائية وجود 1100 مسيحي في القطاع. بحسب دائرة العلاقات الدينية في كنيسة الروم الأرثوذكس.
من جانبه قال مدير المحكمة الكُنسية في قطاع غزة عماد الجلدة في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن منطقة قطاع غزة كانت على مدار التاريخ منطقة كنائس، ومنطقة مزدحمة بالمسيحيين.
وأوضح الجلدة، أن الهجرة المسيحية من فلسطين بدأت منذ فترات طويلة، ولكن الهجرة خلال السنوات العشر الأخيرة زادت بشكل كبير، بسبب الحروب الإسرائيلية وقلة فرص العمل.
وأضاف، "هناك خوف لدى العائلات المسيحية في غزة من شن حرب إسرائيلية جديدة، وهناك أُسر كاملة تهاجر نتيجة الخوف من الحرب"، مؤكداً أن الكنائس في قطاع غزة احتضنت عشرات الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وقدمت لهم الخدمات اللازمة.
ونوّه إلى عدم وجود أي ضغط داخلي فلسطيني على المسيحيين، وأن غزة تعتبر شعاراً للتآخي بين المسلمين والمسيحيين، لافتاً إلى أن كل الضغوط التي يتعرضون لها بسبب الحصار والتضييق الإسرائيلي المستمر.
وتابع الجلدة، "إسرائيل لا تصدر تصريحات السفر إلا لعدد معين من المسيحيين في قطاع غزة، ولا تسمح بسفر عائلات كاملة، وخلال عيد الفصح الأخير لم تسمح سوى لـ 10% من المسيحيين بمغادرة قطاع غزة للحج إلى كنيسة القيامة بالقدس".
وبالحديث عن مسيحيي الضفة الغربية قال الأب منويل مسلم، عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، إن "الهجرة المسيحية من الضفة الغربية بدأت منذ القرن الماضي، بسبب استقطاب الانتداب البريطاني للمتعلمين، الذين فتحوا باب الهجرة لأهاليهم في مناطق القدس وبيت لحم وبير زيت ورام الله وبيت جالا وغيرها من المدن والقرى في الضفة الغربية".
وأضاف مسلم في حديثه لـ"سبوتنيك"، "بعد حرب عام 67 أصبح هناك شح في فرص العمل للمسيحيين في فلسطين، ووجدوا أنفسهم انحصروا بسبب الاحتلال، فأصبحوا يبحثوا عن أهلهم بالخارج، بالإضافة للخوف من التهجير الإسرائيلي والخوف من الحروب، ومنهم من هاجر بحثاً عن التعليم والعمل كذلك".
وتابع، "في الوقت الحالي انفتح المجال أمام المسيحيين للسفر للدول الأجنبية مثل أوروبا، ذلك الذي لم يكن متوفر في الفترات التاريخية الماضية، مما دفعهم للسفر بأعداد كبيرة".
وأردف، "زيادة الهجرة المسيحية من فلسطين تعود لأن الدول الأوروبية فتحت المجال أمام المسيحيين بالسفر في أي وقت، مما أغرى الكثير من الشباب المسيحي للسفر، وهذه كذلك سياسة ممنهجة لتقليل أكبر عدد من المسيحيين في فلسطين، حتى لا يبقوا شهوداً على ما يجري، ورسلاً للشعب الفلسطيني في أوروبا، يوضحون للعالم الإجرام والسادية والعنف الذي تمارسه إسرائيل".
ونوّه مسلم إلى أن "إسرائيل تسعى لفصل المسيحيين عن المسلمين في فلسطين، حتى تظهر الصراع وكأنه صراع بين اليهود والمسلميين"، لافتاً إلى أن "المسيحيين استطاعوا أن يغيروا المعادلة التي تريدها إسرائيل، وأظهروا أن الصراع في فلسطين هو صراع ضد احتلال، وليس حرب دينية".
وبحسب الأب مسلم فإن أعداد المسيحيين في فلسطين في الفترة الراهنة تبلغ 200 ألف مسيحي، لكن هذه الأعداد تتغير بسرعة، بسبب الزيادة الكبيرة في هجرة العائلات المسيحية من فلسطين.