ووجد مساهل الذي يزور طرابلس حاليا نفسه أمام جمع من المتظاهرين الغاضبين، عندما كان برفقة سفير الجزائر لدى طرابلس، إذ أجريا لقاءات مع مسؤولين في مدينة مصراتة ومناطق ليبية أخرى.
وتدخل العميد بشير قاضي قائد غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، لتنظيم حركة سير الوفد الحكومي الجزائري، والفصل بين الوزير مساهل والمحتجين الذين أقدموا على إغلاق مطار مصراتة.
وقال مساهل للغاضبين إنه "جاء إلى ليبيا حاملًا رسالة أخوة وتضامن من الجزائر"، مشددًا على أن بلاده "تقف على مسافة واحدة بين كافة أطراف الأزمة الليبية ولا يمكنها أن تنحاز لطرف على حساب آخر، عدا من ينتصر له الشعب الليبي".
وكان مساهل قد أجرى مباحثات مع مسؤول أمني روسي رفيع هو فانديكتوف ألكسندر ممثل المجلس الوطني للأمن في روسيا، قبل ساعات من وصوله إلى ليبيا ولقائه بمسؤولين سياسيين وعسكريين فيها.
وعن زيارة الوزير الجزائري مساهل، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد إمغيب، في تصريح لـ"سبوتنيك": "التقى مساهل مع السيد المشير القائد العام للجيش الليبي، والتقى بالمستشار عقيلة صالح، بعدما وصل من تصريحات مسؤول أمريكي بتقسيم ليبيا، والآن تصل الجزائر ويكون لها موقف واضح من الشأن الليبي".
وتابع "الجزائر وعدت بوجود وفاق بين الليبيين قبل شهر رمضان، مع دور رئيسي للقيادة العامة للجيش ومجلس النواب، وبالتأكيد لن يعجب الغرب الليبي لأنهم يريدون نصيب الأسد في السلطة، بل يريدون كل السلطة، في حكومة الوفاق غير الدستورية والتي لم يمنحها مجلس النواب الثقة.
وأكد النائب سعيد إمغيب أن "الجزائر مهمة جداً، بدأنا نتفائل بوجودها، ونتمنى أن تكون خطوة جادة للوصول لحل الأزمة الليبية".
وعن دور روسيا في الحل قال إمغيب: "روسيا قبل يومين دعت مجموعات البنيان المرصوص لزيارتها، وتعلم الاستخبارات الروسية أن للجزائر دور محوري، وبإمكانها الضغط على بعض المجموعات بالداخل الليبي للحل، وأعتقد أن ذلك تم بعد مطالبات روسية، خاصة أن الجزائر لم يكن لها موقف واضح، رغم أن ما تعاني منه ليبيا عانت منه الجزائر من قبل".
وأضاف النائب سعيد إمغيب أن "في الوقت الذي كان فيه موقف الجزائر غامضاً، كان موقف مصر مختلف عنها تماماً، وكان واضحاً من البداية وداعماً للدولة والشرعية الليبية، ومحافظاً على وحدتها واستقرارها، فليبيا تعتبر الامتداد الاستراتيجي لمصر، وما يؤثر في ليبيا سيؤثر بالتأكيد على الأمن القومي المصري".
وتابع "لاحظنا ذلك من خلال كلمة الرائعة لممثل مصر في مجلس الأمن في جلسة استماع كوبلر، وأكد فيها على انتهاك عدة دول لأمن ليبيا من خلال دعمها للميلشيات وحكومة الوفاق المزعومة، فمصر مؤثرة على العالم العربي بشكل عام، فما بالك بدول الجوار".