قال مدير المشروع السياسي في حملة مارين لوبان، جان مسيحه، إن سياسة الرئيس فرنسوا هولاند التي طبقها خلال الخمسة أعوام السابقة، ما أثر على فرنسا سياسيا واجتماعيا، وانعكس ذلك على الشعب الفرنسي الذي رفض ترشيحه لولاية أخرى.
وأشار لبرنامج ملفات ساخنة على أثير إذاعة "سبوتنيك"، خلال تغطية اليوم الانتخابي في فرنسا، إلى أن الحادثة الأخيرة في شارع الشانزيليزيه لم يكن لها تأثيرات على المرحلة الانتخابية، ولكن اختلفت تصريحات وتوجهات المرشحين بعدها، موضحا أن مارين لوبان مرشحة اليمين وحزب الجبهة الوطنية، تتحدث منذ سنين عن أهمية الأمن ومخاطر الإرهاب على الشعب الفرنسي وضرورة تحفيز وتطوير المؤسسة الأمنية في البلاد بما يتناسب مع التطورات الحالية، وهو ما يميز لوبان عن باقي المرشحين الذين لم يتحدثوا عن كيفية تطوير المؤسسة الأمنية.
وتوقع مسيحه أن يكون لمرشحة اليمين فرصة كبيرة في رئاسة فرنسا، مع التغيرات والتوجهات العالمية الجديدة، بما يتناسب مع الواقع في مناطق العالم، من خلال انتخاب دونالد ترامب في أمريكا، وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد تصويت شعبي، ما يمثل "عولمة جديدة"، تظهر في الأفق، لها نظرات مختلفة بخصوص السياسة الخارجية، الحدود، استرجاع الحماية للشعوب، وهذا جوهر مشروع ممثلة وحزب الجبهة الوطنية، وفي ظل العولمة الجديدة مارين لوبان هي الوحيدة التي تستطيع التواصل مع أبرز قادة العالم في أمريكا وبريطانيا وروسيا وأيضا الهند.
وانتقد مدير المشروع السياسي في حملة مارين لوبان، الآراء التي تتحدث عن فكرة أن المدن الكبرى في فرنسا لن تنتخب لوبان، مشيرا أن هذا حدث في بريطانيا وأمريكا، ومع ذلك جاءت النتائج على عكس التوقعات، وكانت الغلبة للفئات الوسطى التي تعتمد عليها لوبان في سباقها الانتخابي.
وأوضح أن لوبان ليس لديها مشكلة مع المنطقة العربية، لكن فكرتها في الأساس هي مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فليس معنى أن تقول مكافحة الإرهاب أي بمعنى الإسلام، فهو خطأ كبير فهمه البعض.
وقال إن العلاقات الدولية تنظر بحسب المصالح المشتركة، فلا يوجد من هو ملائكي في علاقات الدول ببعضها، وفيما يتعلق بالموقف السوري، فلا يمكن أن ننظر للرئيس بشار الأسد باعتباره أضر الديموقراطية، ولا بد أن ننظر بواقعية للأزمة السورية، وتواجد الأسد هو أمر داخلي، ولكن بنظرة واقعية هل يرحل الأسد عن حكم سوريا وتركها للمليشيات المسلحة والإرهابية مثل ما حدث في ليبيا والعراق سابقا؟ وعلى أساس ذلك، لابد من بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، ونترك الشعب السوري اختيار تكون دولته.
وأشار إلى أن التوافق مع الرئيس الأمريكي ترامب، جاء بسبب المصالح المشتركة التي تعود فائدتها على فرنسا أولا، فليس من المهم لدينا كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي مع العالم الآخر ولا حتى مع الأمريكيين أنفسهم، موضحا أننا جئنا لمكافحة الأيدلوجية الواقعة على البلد والتي تتمثل في مكافحة التبعية واستقلال البلاد تماما واستعادة السيادة الوطنية وأدواتها، ومكافحة أي سياسات ضد المصالح العليا، وتحقيق الأهداف السياسية.