بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بإنشاء مناطق آمنة في الشمال السوري، بدأت مصادر غربية بتسريب أخبار حول إجراء عملية عسكرية أمريكية أردنية بريطانية في الجنوب السوري، فيما أشارت صحيفة "الثورة" السورية إلى حديث أوساط دبلوماسية غربية عن إجراءات عسكرية وأمنية غير مسبوقة على طول الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل تجري في الوقت الحالي.
وأكدت الصحيفة أن الأردن ربطت، وعلى لسان مصادر رسمية، بين التحشيد العسكري غير المسبوق وبين مناورات "الأسد المتأهب" العسكرية الواسعة التي تبدأ في السابع من الشهر المقبل بمشاركة 23 دولة في الأردن.
وبحسب تسريات، فإن أوساط سورية تشير إلى خطة باقتحام قوات مشتركة جنوب سوريا بدعم أمريكي وبريطاني، وأن الأردن يجهز لإدخال قوات أردنية إلى جنوب سوريا في إطار تلك الخطة.
وكان الرئيس بشار الأسد قد أكد في وقت سابق، على وجود معلومات حول خطط أردنية لنشر قوات في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة بذريعة محاربة تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن قرار عمان في يد واشنطن.
ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الأسد قال: إنه قد تكون هناك حاجة إلى مشاركة قوات روسية برية في عملية عسكرية بسوريا.
وحول هدف الحشود العسكرية على الحدود السورية الجنوبية، قال الخبير العسكري والمحلل السياسي هيثم حسون:
الحديث عن المنطقة الجنوبية يقودنا مباشرة إلى الحديث عن العدو الصهيوني والمملكة السعودية، فلكل طرف من هذه الأطراف دور وهدف في تلك المنطقة، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة هي المايسترو والموجه للأدوار في تلك الدول، وتهدف إلى تحقيق مجموعة من الأمور، وخاصة أنها فشلت ممرا عاموديا في داخل الدولة السورية، ومن أجل عودة السيطرة على الحدود وهذا ما رأيناه من خلال العمل مع المجموعات الكردية في الشمال على الحدود السورية والتمدد جنوبا عبر الحدود العراقية باتجاه مدينة أبو كمال، والخطوة الأخيرة هي إعادة إحياء غرفة عمليات الموك في الجنوب بغية السيطرة على الحدود الأردنية بشكل كامل. ونحن نعلم أن الأردن يقبض ثمن كل خطوة يقوم بها ماديا، وبالتالي هو عبارة عن مأجور يحصل على أموال مقابل تلك العمليات، ولا يتعلق بخطة أردنية ذات أهداف تتعلق بالأردن تحديدا، وإنما تتعلق بكميات المال التي يتلقاها.
هو أن العدو الصهيوني الذي يريد الوصول إلى مرحلة تأسيس منطقة آمنة أو عازلة مع الجولان السوري المحتل.
بين الحين والآخر تقوم المجموعات المسلحة وبدعم عسكري مباشر من قبل إسرائيل وبدعم لوجستي ومادي من السعودية عن طريق الأردن بعمليات عسكرية ضد الجيش السوري للوصول إلى نقاط تمركز بغية احتلال شريط حدودي مع فلسطين المحتلة وصولا إلى الحدود مع الأردن، ولكن وجود القوات المسلحة السورية في تلك المنطقة منعت نجاح هذه الخطة.
وقالت الدكتورة أشواق عباس عضو مجلس الشعب السوري:
ما يجري في الجنوب السوري هو خطير جدا، فهناك خطة للتغيير الجغرافي في الجنوب السوري من قبل الولايات المتحدة، وليس هدفها محاربة الإرهاب، والهدف الأساسي من هذه الخطة هو إقامة منطقة حكم ذاتي تضم محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، وبالتالي اقتطاع جزء من الجنوب السوري وتحديدا محافظة درعا، وهذا المشروع هو مشروع إسرائيلي بامتياز والهدف منه هو توطين الفلسطينيين وجعله الوطن البديل للفلسطينيين في هذه المنطقة، والهدف الثاني هو إقامة منطقة مسلحة تشرف عليها مجموعات مسلحة تشكل خط هدنة جديد بين الدولة السورية والعدو الصهيوني. وكل ذلك يجري بإشراف غرفة الموك في الأردن.
طبعا منذ بداية الأزمة في سوريا كان هناك هدف أمريكي وهو قضم جزء من الجنوب السوري وقضم جزء من الشمال السوري لتأسيس ما يسمى بالدولة الكردية وكل ذلك تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، ولا شك أنه في حال حاولت الولايات المتحدة تنفيذ هكذا مشروع سيؤثر سلبا على محادثات أستانا وجنيف، والعمل العسكري والسياسي في سوريا سيدخل في مرحلة جديدة خطيرة جدا.
وقالت الدكتور أشواق عباس إن تسريبات عملية عسكرية أمريكية ليست إشاعات ولا تدخل ضمن الحرب النفسية أو البروباغندا التي تستخدم أثناء الحروب، بل هناك تجهيزات لوجستية بدأت بالتنفيذ الفعلي، فهناك مسلحون جاهزون لتنفيذ أوامر قد تأتي لبدء العملية العسكرية في الجنوب السوري.
فيما قالت الدكتورة أشواق عباس: الأردن لا يدعم الحل السياسي في سوريا، وأيد الضربات الصاروخية الأمريكية لمطار الشعيرات.
لا شك أن الجيش السوري وبدعم روسي أصبح أكثر قوة من قبل، ولن يسمح لأي تدخل أجنبي في الجنوب السوري أن يتحقق، وخاصة أن روسيا حريصة على وحدة الأراضي السورية وترفض أي عدوان أو تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وهي تدعم الجيش السوري والقيادة السورية في محاربة الإرهاب، لذلك لن يكتب النجاح للخطة الأمريكية في الجنوب السوري.
ونحن نعرف أن الولايات المتحدة تدخلت في شؤون عدة دول تحت عناوين محاربة الإرهاب أو عنوان تخليص الشعب من الديكتاتورية أو تصدير الديمقراطية أو القضاء على أسلحة الدمار الشامل وإلى ما هنالك، ولكن كانت نتيجة التدخل الأمريكي هو تقسيم هذه الدول والاقتتال وانتشار الإرهاب فيها والأمثلة الحية لا زالت شاهدة على ما فعلته الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان وليبيا وفيتنام واليوم تريد إعادة نفس السيناريو في سوريا، ولكن اليوم يختلف عن البارحة فروسيا دولة قوية ولن تسمح بعودة أحادية القطب والتفرد بالعالم.
إعداد وتقديم: نزار بوش