وأكد في حواره مع "سبوتنيك"، أن حضرموت لم تكن في يوم من الأيام تابعه لليمن شمالا أو جنوبا، وأن أهم القرارات التي اتخذها المؤتمر الجامع مؤخرا، هو إخراج حضرموت من "اليمننة"، التي جلبت لها الكوارث.. وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: مؤتمر حضرموت الجامع الذي عقد بالفعل، هل هو بدايه للصدام مع حكومة هادي؟
لقور: أعتقد أن انعقاد مؤتمر حضرموت يعتبر انجازا كبيرا في ظروف الأزمة والحرب، وكانت قراراته واضحة بما حوته من مطالب سياسية، وأهم قرار هو خروج حضرموت من "اليمننة" السياسية التي تسببت في كوارث لحضرموت والجنوب من منتصف ستينيات القرن الماضي.
سبوتنيك: موقف الحراك الجنوبي من الوضع الراهن، وهل ستستمر نفس مبادئ الحراك أم أن الثوابت تغيرت؟
لقور: بالنسبة لموقف الرئيس هادي، أعتقد أنه ليس في وضع يسمح له بفتح صراع مع الجنوبيين الذين قدموا له الانتصارات في معركته مع الانقلاب، بعد أن خذلته كل القوى اليمنية "الشمالية".
سبوتنيك: هل سيحارب الجنوبيون "أنصار الله" لتحرير صنعاء؟
لقور: الحراك الجنوبي لم يكن وليد هذه الحرب بل بدأت ارهاصاته بعد احتلال الجنوب من قبل القوى اليمنية سنة 1994م، و ناضل سلمياً لعشرات السنين و دفع ثمن غالي من شهداء و جرحى و معتقلين، وطرد من العمل أغلب مناضليه و لا اعتقد أن هناك من سيتراجع عن اهداف الحراك المتمثلة في استعادة الهوية الجنوبية و بناء دولة جنوبية اتحادية على حدود1990م.
سبوتنيك: هل هناك صراع نفوذ بين دول التحالف، وهل تريد بعض الدول فرض السيطرة على المناطق التي ترى أنها تخدم مصالحها، مارأيكم؟
لقور: نحن نعتقد أن الصراع مع الحوثي هو صراع على المستقبل، و مدركين للخطر الذي يشكله بما له من ارتباطات إقليمية تهدف إلي زعزعة الأمن والاستقرار وتحويل هذه المنطقة إلى تابع إقليمي، ولذا لن يتردد الجنوبيون في المشاركة في هزيمة المشروع الحوثي، أما إسقاط "صنعاء" فإن الدورالأساسي يجب أن يكون على اليمنيين، وإن كانوا فعلا جادين في مواجهة الحوثي.
سبوتنيك: هل الحرب الدائرة من أجل عودة "الشرعية"، أم تقسيم اليمن؟
لقور: أعتقد أن التحالف العربي يدرك تماما خطر مشروع صنعاء، الذي هو جزء من مشروع إقليمي و لذلك فإن الحديث عن صراع بين دول التحالف هو من بين الأماني التي لا أساس لها.
سبوتنيك: لكل طرف خطؤه، من صاحب الأخطاء الأكبر في الحرب الدائرة حاليا باليمن؟
لقور: هذه الحرب قامت تحت عنوان واحد، هو إسقاط الانقلاب ومنع التدخلات الإقليمية في الجنوب العربي، وكشفت هذه الحرب أن الصراع في صنعاء ليس وليد فقط الانقلاب وحده بل كان الشرارة التي أظهرت كل الصراعات وأسبابها، لذلك نحن لا نتحدث عن تقسيم بل عن حلول تنهي أسباب الصراع ومنها القضية الجنوبية، والتي يمثل جوهرها الأساسي، رفض أي وحدة بالقوة، وعليه فإن من حق الجنوبيين أن يستعيدوا وطنهم و يقيموا نظامهم السياسي الذي يناسب طموحاتهم.
سبوتنيك: تحولت البلاد إلى ساحة للصراعات الدولية وأجهزة الاستخبارات العالمية.. هل لك أن توصف لنا دور كل قوة من القوى الفاعلة على الأرض وأهدافها؟
لقور: الصراع في صنعاء تتحمله قوى النفوذ الشمالية بكل تياراتها التي استولت على حكم صنعاء منذ حوالي مائة سنة، واستبعدت كل المناطق الأخرى من أي مشاركة سياسية حقيقية، لذلك إن أرادوا إنهاء كوارث هذا البلد، عليهم الإقرار بحق الأخرين في السلطة والثروة والنفوذ.
سبوتنيك: برأيكم هل الطائرات والمدافع والحصار سيحسم الوضع عسكرياً؟
لقور: دون أدنى شك أنه عند غياب الدولة التي لم تعرفها صنعاء في تاريخها الحديث، تفتح الأبواب لكل القوى الدولية والإقليمية للتدخل في البلدان الصغيرة، وهنا لا أنكر وجود نفوذ لدول مختلفة، لكن هذا سينتهي حال إقرار مشروع سلام يفصل في كل الصراعات التي عصفت بهذا الإقليم.
سبوتنيك: كيف ترى الوضع على الأرض، وما هى السيناريوهات القادمة لحل الأزمة في اليمن؟
لقور: لا شك أن الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي سيعجل بسقوط الوضع القائم في صنعاء، أوعلى الأقل دفعه إلى الإقرار بالقرار الدولي2216، الذي نص صراحة على رفض الانقلاب، هذا إن كان لدى الانقلابيين عقلاء.
وتابع لقور، دون إقرار الحوثيين بالقرارات الدولية والعملية السياسية السلمية فأنني لست متفائل بأن نرى السلام يسود المنطقة قريباً.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب