وقد أطلق في الجو من النفايات المشعة ما هو أكثر بـ400 مرة مما أطلق في كارثة هيروشيما عام 1945. وتشكلت نتيجة لذلك سحابة من الإشعاعات النووية، ألحقت الضرر بأجزاء كبيرة من أوروبا. ووفقا لتقديرات مختلفة، فقد لقي مابين 15 و30 ألف شخص مصرعهم نتيجة للتعرض الإشعاعي. أما عن العدد الإجمالي للوفيات في الإتحاد السوفيتي فهو يقدر بأكثر من 7 مليون شخص.
المخلصين
أطلق لقب "المخلصين" على الأشخاص الذين حاولوا التقليل من آثار الحادثة، حيث أطلق على أكثر من 600 ألف شخص هذا اللقب في الإتحاد السوفيتي. وأول من عمل على إزالة آثار الانفجار كانوا عمال المحطة ورجال الأطفاء وعناصر الشرطة، حيث لقي إثنان مصرعهم على الفور في الإنفجار، وقتل العشرات في غضون الأسابيع القليلة بعد وقوع الحادث.
وعلى الرغم من توافر أحدث التقنيات آنذاك، كان العمل اليدوي هو السبيل لعدم انتشار هذه الكارثة على المستوى العالمي، حيث تلقى كل من قام بهذا العمل جرعات ضخمة من الإشعاعات، وأمراض مزمنة ومشاكل لازمتهم لبقية حياتهم، مع العلم أن 72 ألف شخص منهم أصبحوا من ذوي الإحتياجات الخاصة.
ووفقا لبعض مذكراتهم، أن الشيئ الأكثر صعوبة الذي عاشوه، هو أنك لا تستطيع رؤية ولا سمع العدو الرئيسي لك، ولكنه يضرب كل شيء.
وقال أحد المشاركين في تقليل آثار الانفجار، اللواء المتقاعد فلاديمير تيونيوكوف "في البداية لم يلتزم أحد بمعايير السلامة ضد الإشعاعات. لم يتم تجهيز الملابس اللازمة، حيث قام الأشخاص بالإستحمام وإزالة الأوساخ ليس كما يجب ومن ثم لجؤوا إلى النوم، وعلى الرغم من استخدام المواد لحماية الشعر، فقد امتصت تلك المواد الإشعاعات بشكل كبير، ولم يعلم الناس أنهم كانو يؤذون نفسهم بأنفسهم".
الإجلاء
تم إجلاء سكان قرية " بريبيات " (أقرب بلدة للمحطة) خلال الأيام الثلاثة الأولى، حيث كان عدد سكانها ما يقارب الـ4500 نسمة. وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم إخراجهم من المناطق المتضررة أكثر من 350 ألف شخص.
ومع ذلك، قرر بعض الناس العودة إلى منازلهم رغم الخطر الذي يهدد حياتهم. في عام 1987 عاد إلى ضواحي "بريبيات" حوالي 1200 شخص، معظمهم من كبار السن الذين اختاروا أن يعيشوا ماتبقى من حياتهم في المكان الذي نشأوا فيه.
الطفرات
وجد الباحثون، بعد 25 عاما على كارثة "تشيرنوبيل" أن الطفرات الوراثية تضاعفت، حيث ازداد عدد المواليد المصابين بتشوهات خلقية في المناطق المتضررة من الإشعاعات.
وقام البروفيسور فياتشيسلاف سيرجيفيتش كونوفالوف من قسم علم الوراثة في أكادمية جيتومير الزراعية، قام بجمع العديد من الطفرات في الطبيعة بعد كارثة "تشيرنوبيل" في أوكرانيا.
وأهم هذه الطفرات كانت لحصان صغير له 8 أرجل، وكان أشبه بالكنغر، كما عثر على جمجمة لبقرة تحوي على 4 قرون، وعجل بـ8 أرجل أيضا، وخنزير برأسين.
السياحة
قرية "بريبيات" وجميع القرى المحيطة بها، لن تكون آمنة على البشر لعدة قرون. ومع ذلك، أصبحت هذه القرية وجهة سياحية لدى العديد من السياح، حيث توجد جولات سياحية رسمية وغير رسمية.Чернобыль.
Припять.
— Александр (@Al_Sedou) April 26, 2017
Граффити мёртвых городов.… pic.twitter.com/swaQinKEOB
يمكن للسائح مشاهدة المنازل والمدارس والفنادق والمركبات المهجورة من على مسافة بعيدة فقط، ويمنع اللإقتراب، لأنها تعد شديدة التلوث الإشعاعي وخطر حقيقي على حياة الإنسان.
كما سيلتقي السياح مع سكان القرية الذين عادوا إليها على الرغم من جميع المخاطر، حيث يبلغ ثمن البطاقة الواحد للرحلة السياحية حوالي 350 دولار.