الخرطوم — سبوتنيك. وقال المدير العام لإدارة مكافحة المخدرات بالسودان، اللواء محمد عبد الله النعيم، خلال منبر إعلامي، تناول موضوع بعنوان (جهود ومعيقات مكافحة المخدرات بالبلاد) اليوم السبت، إن حدود السودان المفتوحة على عدة دول مجاورة، تمتد لآلاف الكيلومترات، إلى جانب أيضاً ساحل البحر الأحمر الذي يصل صوله أكثر من 700 كلم، ومساحة السودان الشاسعة، ساعدت في ولوج المخدرات لداخل البلاد على طول الحدود".
وكشف النعيم، النقاب عن أنه في منطقة تدعى "محمية الردوم"، الواقعة بولاية "جنوب دافور، تعتبر أكبر منطقة مشهورة بزراعة المخدرات من نوع "القنب الهندي"، أو يسمى محلياً بـ "البنقو"، حيث تصل مساحة المزروعة هناك إلى 13 ألف فدان، ويوجد أجانب من إحدى الدول المجاورة لمنطقة الردوم، يمارسون زراعة المخدرات. ويتخلل تلك المنطقة غابات وأنهار كثيرة، مما جعل من الصعوبة الوصول لداخلها، خاصة في موسم الخريف، لذا وضعنا نقاط لقوات شرطة مكافحة المخدرات داخل منطقة الردوم خلال هذا العام.
وأضاف "هناك أربعة أنواع من المخدرات المؤشرة وسط المجتمع السوداني، وهي: البنقو أو ما يسمى في بعض الأحيان، الحشيش، هناك نوع آخر يأتي من أحدى الدول المجاورة يسمى "شاش بندي"، وهو أكثر تناولاً في البلاد، ثم يليه، حبوب "الكبتاغون"، المحظورة عالمياً، وهناك نوعان آخرين، عبارة حبوب مخدرة، "البروتاقول" و"أكزول".
وأوضح النعيم، في معرض حديثه، أن حبوب البروتاقول، عبارة عن عقار طبي، يوجد بالصيدليات العامة، بنسبة التركيز العادية بين 50 إلى 150 غرام، ويجب أن تصرف بواسطة الطبيب، لكن أقول "توجد بعض المصانع السرية في غرب افريقيا، تصنع عقار البروتاقول بنسبة تركيز تصل ما بين 250 و300 غرام، وتأتي مهربة لداخل البلاد من حدوده الغربية، ويستخدمها الشباب من فئة الجنسين، بشكل واسع ومخيف"، مشيراً، أن هذا المخدر، ذات أثر بالغ على الصحة ويتسبب في أمراض كثيرة، وأعتبره مهدد لمستقبل الشباب ويعيق التنمية للبلاد.
وعبّر اللواء النعيم عن قناعته بأن السودان، مستهدف خارجيا، وقال "خلال السنة الماضية وحدها، تم ضبط، حوالي 59 طنا من البنقو والشاش بندي، و3 مليون حبوب مخدرة من البروتاقول و البتاغون وأكزون، و10 طن من مادة "القات""، لافتاً، أن ما تم ضبطه مؤخرا يمثل 80 بالمئة من مجمل الكميات كافة.
وتابع قائلاً "هناك ضبطيات لا نكشف عنها لوسائط الإعلام".
وأشار النعيم، بأن إدارة مكافحة المخدرات بالسودان، تستخدم الأساليب الحديثة في تتبع والكشف عن مهربي ومروجي المخدرات، وهناك تنسيق محكم مع كل الأجهزة الشرطية والأمنية بالبلاد، للكشف عن حرائق المخدرات، ولفت قائلاً، إن منسوبي إدارة مكافحة المخدرات يتعرضون لإغراءات كبيرة من عصابات المخدرات داخل السودان وخارجها، لكنهم يرفضون.
وأرجع انتشار المخدرات في السودان إلى جملة من الأسباب أهمها التوسع في وسائل الاتصالات واستخدام التقنيات الحديثة، ورخص أسعار بعض أنواع المواد المخدرة، والرفاهية والثراء الذي يتمتع به البعض ما يدفعهم إلى أنواع من المخدرات مثل الهيروين والكوكايين.