وبيّن الأحمد أن هذه التصريحات التي تأتي في شكل إشارات وليس قرارات - لأنه ليس جهة رسمية - ربما تكون نوعاً من المقدمات حتى يكون هناك انعطافات غربية باتجاه الدولة السورية، "وكانت هذه الانعطافات تأتي في السابق بالسر من خلال الأجهزة الأمنية التي كانت تتسلل شرعاً وتتعاطى مع الأجهزة الأمنية السورية، والدولة السورية صرحت مرارا أنها تتعاطى من فوق الطاولة وليس من تحت الطاولة حسب قوله ولكن هذه التصريحات لا يجب تجاهلها ولا التضخيم فيها لأنها على الأقل ممكن وصفها بنقد الذات.
من جهته، قال المحلل السياسي من لندن محمد أبو العينين: ربما يكون الموروث السياسي لتوني بلير مثيراً للجدل في جوانب كثيرة، ولا يتمتع بشعبية كبيرة بالإضافة إلى مسعى من بلير لتوظيف المواقف الراهنة وهو يعلم تماماً أن هناك حالة من الغضب تجاه السياسة الخارجية البريطانية وتحديداً تجاه ما يحدث في سوريا وليبيا.
وأكد أبو العينين أن إبداء بلير ندمه واعتذاره يأتي في إطار كسب الدعم الشعبي لأن فترة رئاسته للحكومة شهدت الكثير من التجاوزات ولم تتميز بالتوازن حتى بعدما ترك العمل الرسمي حيث كانت مواقفه دائماً مناصرة للديكتاتوريات والأنظمة المستبدة ولم تنحاز إلى قضايا العدالة والحرية.
وأشار أبو العينين إلى أن محاولة عودة بلير للساحة السياسية عبر التصدي لعملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستبوء بالفشل لأن هناك إجماعاً شعبياً بريطانياً على هذه الخطوة ولن تسمح له البنية السياسية المستدامة منذ فترة طويلة في بريطانيا بالعودة بحزب أو تكتل سياسي جديد لأن المجتمع البريطاني ثري بالسياسيين والأحزاب والتكتلات السياسية.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين