قال أستاذ القانون الدولي والمستشار السياسي سليمان السليمان في حديثه لسبوتنك إن سوريا وصديقتها روسيا لم يتوانيا لحظة في تبني أي مشروع ينتج عنه حل سياسي للأزمة السورية يحفظ للبلاد وحدتها واستقلالها ومن هنا كان الذهاب الروسي إلى مجلس الأمن لإعطاء هذه المذكرة الصبغة القانونية الأممية الدولية.
وحول اشتراط الدولة السورية عدم وجود قوات تابعة للأمم المتحدة في مناطق تخفيف التصعيد حسبما جاء على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال السليمان إن هذا الأمر مربك ومتداخل جدا وهناك أسئلة تدور حول هذا الموضوع وهي من سيضمن دخول وخروج هذه القوات ومن سيضمن أمنها ومع من تحقق وعلى أي أساس ستدخل وهذه أسئلة مشروعة من الشارع السوري لأن هذه القوات ربما تأتي لحماية الإرهابيين حتى يستعيدوا صفوفهم من جديد، ونحن نتوقع أن تكون هناك قوات ضامنة من الدول الضامنة مثل روسيا وإيران وبعض الحلفاء الموضوعيين والحياديين.
وأشار السليمان إلى أن التخوفات ليست من خروقات هذا الاتفاق الجديد ولكن من الدول التي تبقى فاتحة للممرات لدعم المال والسلاح وتسلل الإرهابيين لإعادة تشكيل نفسهم لوجيستيا وماليا وعسكريا بخطط جديدة وبغرف عمليات جديدة ولولا التدخل الروسي منذ البداية لكانت هناك جمهورية إرهابية مستقلة بقاعدة اقتصادية بدعم من ممولي الإرهاب.
واستنكر السليمان تصريحات المتحدث الرسمي للحكومة الأردنية بالتدخل الأردني في العمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك قائلا إن هؤلاء الأشقاء لا يتحدثون من عقلهم ولكن من عقل آخرين وكما صرح وزير الخارجية السوري اليوم أن الرد السوري جاهز على أي اعتداء خارجي على الأراضي السورية وهذا الكلام يؤكد عليه الشارع السوري كله وليس القيادة السياسية فقط.
من جانبه قال الخبير العسكري العميد محمد عيسى إن دعوة روسيا لمجلس الأمن هي خطوة تأتي في إطار منع التجاوزات التي قد تحدث على هامش تطبيق الاتفاق كما أنه يعد بمثابة إيجاد شاهد دولي على ما تم الاتفاق عليه وبالتالي حصر المسؤولية في إطار قانون دولي معترف به من الجميع.
وأكد عيسى أن على مدار التاريخ فإن وجود القوات الأجنبية التابعة للأمم المتحدة لأي دولة لم يكن يوما ما في صالح هذه الدول وبالمحصلة هذه القوات تنفذ أجندات لدول كبرى والولايات المتحدة تريد بهذا الطرح خلط الأوراق، كما أن خروج هذه القوات يكون صعبا جدا.