وذكر أكمان أن الوضع حاليا "أشبه بفترة الحرب الباردة"، موضحا أن السبب في ذلك يعود إلى الدور الحالي للعاصمة كمقر للحكومة ولأكثر من 150 سفارة، تنطلق من بعضها أنشطة تجسسية.
يذكر أن النيابة الفدرالية الألمانية فتحت مؤخرا تحقيقا في قضية التجسس من قبل الاستخبارات التركية على أنصار الداعية والمعارض فتح الله غولن على أراضي ألمانيا.
ونقلت صحيفة "فوكس" الألمانية عن مصدر من النيابة قوله، بهذا الصدد: "إن نجاح التحقيق سيتوقف بشكل ملموس على المعلومات التي ستقدمها لنا الاستخبارات المضادة الألمانية".
وأوضحت الصحيفة أن التحقيق يشمل عددا من الأشخاص الذين لم يتم تحديدهم بعد في إدارة الاستخبارات الوطنية التركية يشتبه بتنفيذهم عمليات تجسس في أراضي ألمانيا.
وبحسب النيابة الألمانية الفدرالية، فقد جمعت الاستخبارات التركية معلومات حول أكثر من 300 شخص ومؤسسة تعتقد أنهم على صلة بفرع منظمة غولن (فيتو) في ألمانيا.
وجاء ذلك على خلفية توجيه وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا، بوريس بيستوريوس، للسلطات التركية اتهامات بممارسة تجسس "لا يحتمل وغير مقبول" في ألمانيا على مؤيدي غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا.
ولم تكن تلك هي فضيحة التجسس الوحيدة في ألمانيا حيث سبقتها بأيام فضيحة أخرى عندما انتشرت مزاعم حول تجسس ألمانيا على صحفيين أجانب، بينهم عدد من صحفيي "بي.بي.سي".
حيث قام جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني بالتجسس على مراسلات البريد الإلكتروني والفاكس وكذلك اتصالات هاتفية، خاصة بوسائل إعلام، أكثر من عشرة منها تخص بي بي سي في لندن وأفغانستان، وذلك حسبما قالت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية.
وشملت الرقابة، التي بدأت منذ عام 1999، وكالة "رويترز" للأنباء وصحيفة "نيويورك تايمز"، حسبما قالت "شبيغل".
وتقول "دير شبيغل" إن 50 رقما للهاتف يستخدمها صحفيون أجانب كانت خاضعة لمراقبة الاستخبارات الألمانية.
واطلعت "دير شبيغل" على وثائق من تحقيق للبرلمان الألماني عن دور الاستخبارات الألمانية في عمليات مراقبة واسعة النطاق قادتها الولايات المتحدة.