وأوضح أنه لا يوجد ضغوطات خارجية لهذا الانسحاب بل يوجد اتفاقيات خارجية تجلت في أستانة عندما جلس الأتراك والإيرانيون والروس على طاولة واحدة وقرروا معاً خارطة طريق بالمناطق الأقل توتراً ومن ضمن هذا الاتفاق الذي حصل في أستانة قد أراح الجو، ونعم قد يكون هذا ليس جزءا من الضغوط وإنما جزء من الحلول.
وقال: "هناك بعض التفاصيل في هذا الموضوع منها ما أشار إليه السيد حسن نصر الله، ومنها ما يزال في الغرف الخاصة حول انسحاب المجموعات التكفيرية من جرود عرسال ومن تلك المنطقة المحاذية بإتجاه إدلب كما يحصل في ظل المشهد السوري الجديد، وعليه جاء "حزب الله" ليقول لقد نفذت الجزء الأساسي من هذه المهمة، ونعم سنسلم تلك المراكز لقيادة الجيش اللبناني لننصرف إلى الخطوط الدفاعية داخل الأراضي السورية وهذا من شأنه أن يريح الأجواء السياسية اللبنانية مع التذكير أن "حزب الله" موجود اليوم في حكومة سياسية جامعة يتشارك فيها مع خصومه السياسيين، أعتقد أن هذا الموقف يسجل لـ"حزب الله" وكعادته أمين عام "حزب الله" يجيد التقاط اللحظة ويجيد وضع نفسه في المكان الاستراتيجي الكبير، خطوة "حزب الله" هي خطوة استراتيجية وليست تكتيكية سياسية ضيقة، وحتى خصوم "حزب الله" كانوا بالأمس مربكين جراء هذه الخطوة التي أثبتت أن "حزب الله" صادق فيما ذهب إليه وصادق في فعله".
وأكد زهران، أن المهمة بشقها اللبناني قد أنجزت نعم "حزب الله" عندما ذهب إلى سوريا لم يذهب لكي لا يعود بل العكس، ذهب ليعود وسبق للسيد نصر الله أن قال أننا قوم لا نحب الموت لأجل الموت، بل نحب الموت متى كان طريقاً للحياة، بهذه المدرسة والعقيدة ذهب "حزب الله" إلى سوريا، ولكن لا يبدو في الأفق القريب أن المهمة التامة سوف تنتهي، و"حزب الله" حتماً يرغب بالعودة إلى جنوبه وبيئته، ولكن حتى هذه اللحظة لم تنفذ هذه المهمة بشكل تام وربما تكون إشارة في الطريق إلى تنفيذ المهمة بشكل تام.
وحول تداعيات هذا الانسحاب على الداخل اللبناني قال زهران: "هناك صنفان من اللبنانيين صنف سواء "حزب الله" فعل ما يريد أم لم يفعل سوف يجاهرون بعدائهم له لأن مشكلتهم مع "حزب الله"، والصنف الآخر سوف يتلقف المشهد السياسي وسوف ينظر إليه بطريقة إيجابية ولكن الخلاف السياسي اللبناني سوف يبقى مستمر ولكن بتوتر أقل،، ونذكر أن هناك حكومة جامعة لكل الفرقاء السياسيين الذين يختلفون في السياسة".