العراق ومصالح دول جواره الست
يقول الدكتور علي التميمي:
13 مايو 2017, 09:12 GMT
إن عقد المؤتمرات الدولية يكلف الميزانية العامة نفقات كبيرة، خصوصا وأن الظرف الاقتصادي الحالي لا يسمح بذلك، وإذا كان العراق يريد حل مشاكله عليه أن يبدأ بالإصلاح الداخلي المتمثل بتطوير الاقتصاد وإصلاح الوضع الأمني ومن ثم ينتقل إلى تفعيل العلاقات الخارجية، إضافة إلى أن العلاقات بين الدول محكومة بالمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية، وبالنتيجة فإن عقد مثل هذه المؤتمرات هو عملية غير مجدية وغير مؤثرة، لأن الدول تبحث عن مصالحها ونفوذها، وأن تتدخل دول الجوار في الشأن العراقي هو لغرض تحقيق نوع من النفوذ، وهو نوع أيضا من الحرب الناعمة التي من خلالها تستطيع تحقيق مصالحها، لذا فإن هذه المؤتمرات هي مضيعة للوقت وتبديد للأموال.
يقول الدكتور أمير الساعدي:
هناك الكثير من المؤتمرات عقدت في السابق، كما أن هناك العديد من الاجتماعات الدورية تعقد كل نهاية عام لمتابعة تطورات الساحة العراقية وإيجاد الحلول من قبل الأطراف الإقليمية، وتجري هذه المؤتمرات برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتقدم ما تستطيع لغرض تخفيف شدة الصدمات التي يتعرض لها الشعب العراقي، لكنها لم توفق كثيرا، ولهذا تبقى هذه الاجتماعات شكلية ما لم يوحد البيت العراقي الداخلي. فإلى الآن لم تصنع رؤيا عراقية موحدة حقيقية تلامس أمن العراق وتلامس حاجة المواطن العراقي لكي يتم الانطلاق برؤى موحدة صوب الجانب الإقليمي أو الجانب الدولي، فكيف لهذه الدول أن تقدم الحلول إلى العراق الذي لم يوحد توجهاته السياسية وقواه في مواجهة الأزمات والمتطلبات التي يعيشها، والسؤال الأهم هو ماذا بعد القضاء على "داعش"، وكيف سيتم توحيد الرؤى لمواجهة حرب الأفكار وتحديات الأمن، فالمؤتمرات بحاجة إلى تنفيذ توصياتها على الأرض، ولكن حاجة ومصالح الأحزاب السياسية في العراق ستأخذ ما تحتاجه من هذه التوصيات ويبقى العراق من غير عملية تغيير وبناء حقيقي.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون