قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي "كشفنا الكثير من خلايا الخطف في بغداد، على صلة بفصائل مسلحة لكن هذه الفصائل تتبرأ منها"، منوها إلى "إنشاء خلية لعمليات الخطف السياسي لأنها تحتاج إلى تعامل من نوع آخر".
وحول ذلك يقول نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، محمد الربيعي، لوكالة "سبوتنيك": تحولت ظاهرة الخطف إلى ظاهرة متنامية، ولكنها انحسرت في الفترة الأخيرة وبقيت حالات مثيرة للجدل وتثير الكثير من التساؤلات، حيث يتم اختطاف الناس بالجملة، فقد تم اختطاف سبعة أشخاص يوم الجمعة على مرأى من عدسات الكاميرات، وهو أمر خطير جداً لا يقل عن الإرهاب وممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي.
ولفت الربيعي إلى أن هناك سجون يودع فيها المختطفين، ولا نعلم ما إذا كانت هذه السجون يملكها شخص معين أو فئة أو حزب معين، أو من هذه الجهة التي تمتلك القدرة وإمكانيات خطف المواطنين الذين ينتقدون الحكومة أو نشاط معين لشخص معين، ويجب أن يتم وضع هذا الموضوع على جدول الأولويات، ومتى تتوافر الإرادة للسياسيين الكبار من مختلف المكونات لإيقاف ظاهرة الخطف يمكن عندها القول أننا سنكون أمام دولة ناجحة."
وأضاف الربيعي "هناك عدة دوافع للخطف، منها دافع مادي غرضه الحصول على المال، وهناك خطف إجرامي دوافعه قتل المخطوف، ويوجد خطف بدافع تكميم الأفواه وهو سياسي الدافع، وهذا الأخير يكون بسبب النزاعات السياسية بين الفرقاء المتصارعين على السلطة وهو صعب الكشف كون الجميع مشارك فيه، وهو الأخطر وينبغي إيقافه، ذلك أنه بإيقاف هذا النوع من أنواع الخطف سوف تنتهي باقي الأنواع الأخرى".
من جانبه يقول رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حرية التعبير، الناشط المدني شمخي جبر، لوكالة "سبوتنيك" عن هذا الموضوع: "إن عمليات الخطف التي تجري الآن في العراق لها دوافع سياسية، وليست جنائية، الهدف منها تخويف الناشطين وخنق الحريات وإيقاف الأعمال الاحتجاجية، وبالتالي هي عملية فرض هيمنة وإرادة المجاميع المسلحة على الساحة، وهذه المجاميع المسلحة هي جزء من الأحزاب المهيمنة على العملية السياسية في البلد".
وأضاف جبر "أغلب عمليات الخطف التي تعرض لها الناشطون تمت في مناطق محمية أمنياً وفيها سيطرة عسكرية متنوعة، ولكن يخرج الخاطفون بشكل سلس دون أن يتعرضوا للمساءلة من قبل تلك الجهات الأمنية المسيطرة، ولهذا فإن هناك تواطؤ بين الخاطفين والجهات الأمنية، إذ أن الأخيرة مخترقة من قبل الفصائل المسلحة والمليشيات، التي أصبح الكثير من عناصرها قادة أمنيين في الأجهزة الأمنية وهذا ما أفقد مهنية تلك الأجهزة".