يمكنك التعرف على الشخص الذي يكن لك العداء في العمل، لكن عليك أن تنظر فيما إذا كان هناك شخص يتعمد إعاقة أفكارك واقتراحاتك الرائعة بشكل مفاجئ، أو إذا لاحظت أن هناك شخص تعمد ظلمك في أكثر من موقف، أو أولئك الذين لا ينصتون لوجهات نظرك ويقللون من شأنها، فكل هذه الإشارات تمثل بداية تحديد أعدائك.
ويمكنك لتفادي الدخول في معارك لا طائل منها أن تقلل مشاعر المنافسة مبكرا، بما يساعدك على أن تكون أكثر سعادة وأقل توترا على المدى البعيد، ولكن حالما يبدأ تنافس يحمل طابعا شخصيا بصورة أكبر، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيب الحياة الاجتماعية والعملية على حد سواء.
وتكمن المشكلة في أن العاملين الذين يميلون للمنافسة بصورة طبيعية هم أكثر عرضة لأن يجدوا أعداء لهم، وأن يشعروا بالتنافس مع نظرائهم، ومن ثم تحول تلك المنافسة إلى خصومة وعداوة، وهو ما أكدته هيلاري أنغر إلفينباين، أستاذة السلوك التنظيمي بجامعة واشنطن بقولها:
عندما تشتعل المنافسة الطويلة الأمد، سيتوفر مجال للتصارع، إلا أن هذه المشاعر السلبية في بعض الأحيان تساعد على نجاح العاملين الذين يحبون التنافس، وهو ما قد يستغله أصحاب الشركات والمديرون.
وتقع المسؤولية هنا على المديرين الذين ينبغي أن يعاملوا مرؤوسيهم بإنصاف بحيث يقللوا الحاجة إلى التنافس والتناحر بين العاملين، تقول ألفينباين:
حل تلك المشكلة يكمن في معاملة الموظفين بإنصاف وشفافية، ما سيجعل العاملين أكثر تركيزًا على مهامهم وأقل تركيزًا على ما يقوم به الآخرون.
وبالتأكيد لا يعني وجود خصوم في العمل أن يذهب الموظف إلى مكان العمل كل يوم وهو في حالة قلق مما إذا كان زملاؤك يسعون للنيل منه، وحتى لو حدث ذلك، فإن معظم حالات التنافس والخصومة الناتجة عن أسباب في العمل لا تستمر إلى الأبد، وغالباً ما تنتهي مع تنقلات الموظفين وحركات الترقية.