وأضاف:
حمص هي المنطقة الوسطى وواسطة العقد بين الشمال والجنوب السوري، ولا شك أن إتمام هذه العملية سيمهد للبدء في إنجاز المصالحات في الريف الحمصي المجاور ذلك أن المسلحين المتمركزين في تلبيسه والرستن والدار الكبيرة والغنطو والحولة، باتوا يشعرون بأن الخطر سيداهمهم ويعلمون أن الجيش السوري يمتلك الإرادة والقوة لتحرير كامل ريف حمص الشمالي ويعلمون أيضاً أن مسلحي الوعر كانوا في وضع أفضل منهم بكثير سواء للموقع الذي كانوا يتمركزون فيه أو لجهة العتاد والسلاح الذي كانوا يمتلكونه، إضافة إلى أنهم كانوا يتخذون من السكان المدنيين درعاً بشرياً في وجه تقدم الجيش إلى عمق الوعر ومع ذلك خرجوا مرغمين حتى لو كان خروجهم من الوعر تم تحت غطاء المصالحة الوطنية.
وأعرب عن اعتقاده بأن هؤلاء المسلحين سيكونون مرغمين على القبول بمبدأ المصالحة الوطنية مع الدولة وخروجهم من الريف أو تسوية أوضاع بعضهم والعودة إلى حضن الوطن سيما إذا علمنا أن بعضهم ينتمي لسكان حمص وريفها، باستثناء المسلحين الأجانب الذين يرفضون المصالحة وبالتالي قد يخرجون إلى الشمال السوري بإدلب أو جرابلس.
ولفت عبد اللطيف إلى دور روسيا في إنجاز عملية إخلاء الوعر من السلاح والمسلحين حيث قال:
لا ننكر هنا الدور الكبير الذي لعبه الجانب الروسي في إنجاز هذه المصالحات وأعتقد أنه لولاه لما تم التوصل إلى ما وصلنا إليه ويعود سبب ذلك في نظري إلى أن المسلحين كانوا يستصعبون الحوار المباشر مع الحكومة السورية بسبب الضغط الخارجي عليهم من قبل مشغليهم من جهة.
ومن خوفهم من ألا تلتزم أو تفي الحكومة بتعهداتها لهم لأنهم يعلمون أن ما قاموا به من قتل وتدمير يفوق قدرة الحكومة على مسامحتهم على الأقل أمام مواطنيها الذين تعرضوا لأعمالهم الإجرامية، لكنهم عندما وجدوا انهم يفاوضون الروس شعروا بالطمأنينة قليلاً باعتبار أن روسيا قدمت نفسها كضامن لسلامتهم وأثبتت قدرتها على ذلك في إنجاز المصالحات السابقة التي جرت في حلب ولم يسجل أي خرق من قبل الحكومة السورية لما تم الاتفاق عليه.
وتوقع أن تتوسع عمليات المصالحة إلى مناطق مختلفة في سوريا معتبراً أن ذلك لن يقتصر على ريف حمص، بل أعتقد أن سيمتد إلى الشمال ليشمل أوسع مساحة ممكنة، باعتبار أن المجموعات المسلحة ومعهم بيئتهم الحاضنة باتوا يدركون ألا سبيل لهم لتحقيق أهدافهم التي دخلوا إلى سوريا من أجل تحقيقها.
وكان محافظ حمص طلال البرازي أعلن اليوم الأحد خلو حي الوعر بمحافظة حمص من المسلحين، بعد إتمام تنفيذ اتفاق التسوية، داعيا الأهالي الذين غادروا الحي إلى العودة إلى منازلهم.
وقال البرازي لسبوتنيك إن قوى الأمن الداخلي والجيش السوري انتشرت في حي الوعر، بعد خروج 14 ألف شخص، بينهم 3500 مسلح، ممن رفضوا التسوية مع الحكومة السورية، متجهين إلى محافظة إدلب، ومدينة جرابلس بريف حلب، شمال البلاد، والدار الكبيرة بريف حمص.