ورجح محللون فلسطينيون أن لا تفضي هذه الزيارة إلى أي حلول على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصةً أن الرئيس ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفلسطيني في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، لم يتطرق إلى أي نوع من الحلول السياسية لهذا الصراع.
الدكتور في العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة، قال "زيارة ترامب جزء من برنامجه لزيارة دول المنطقة، ومن غير المنطقي أن يزور إسرائيل دون زيارة فلسطين التي تبعد مئات الأمتار فقط، والزيارة جاءت من باب تقديم الاحترام، أو كرشوة سياسية إن جاز التعبير".
وشكك أبو سعدة في حديثه لـ"سبوتنيك" أن تفضي زيارة ترامب إلى أي حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحاً أن "ترامب ليس لديه خبرة في العمل السياسي والدبلوماسي، كون الصفقات التجارية تختلف كلياً عن الصفقات السياسية".
وأضاف، "في ذات الوقت إسرائيل غير جاهزة لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، فنتنياهو يحاول تحويل الانتباه عن القضية الأساسية وهي حل الدولتين، إلى قضايا ثانوية لا تمثل جوهر الصراع، مثل مطالبة السلطة بعدم دفع مستحقات الشهداء والأسرى وغيرها من القضايا الفرعية".
وأكد أبو سعدة أن "ترامب لا يمتلك مبادرة أو رؤية واضحة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهو يتكلم عن صفقة القرن والصفقة الكبرى لإنهاء الصراع، لكن دون وجود أي رؤية حول هذا الموضوع"، منوهاً إلى أن ترامب لا يملك فهما عميقا للصراع في الشرق الأوسط، وهو يتكلم عن السلام وضرورته، دون وجود فكرة أو آليات لتنفيذ هذا السلام.
وعن أسباب استقبال ترامب في بيت لحم وليس في رام الله التي تعتبر عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية، قال أبو سعدة إنه "قد يكون الأمر بسبب رمزية مدينة بيت لحم كونها مهد المسيح، وبسبب وجود أماكن مقدسة فيها مثل كنيسة المهد، لكن ربما يكون السبب عدم رغبته في وضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، حتى لا يتعرض للانتقادات الإسرائيلية، فتم اختيار بيت لحم لتجنب هذا الإحراج بالنسبة له".
من جانبه قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن "مؤشرات الزيارة لا تبشر بخير، فكل الذي قضاه الرئيس ترامب في بيت لحم ساعة من الزمن، في الوقت الذي كان يجب استقباله في رام الله، التي يبدو أن الإدارة الأمريكية تملك تحفظات تجاه كونها عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية".
ولفت عوكل في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أن "المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي مع نظيره الفلسطيني لم يتطرق خلاله لأي شيء تجاه قضية حل الدولة أو حل الدولتين أو الاستيطان الإسرائيلي أو الاحتلال".
وأضاف، "حديث ترامب عن السلام الاقتصادي خلال المؤتمر يوحي بأنه يتبنى منطق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويريد أن يتعاون مع السلطة لتطوير الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة، وهذه المؤشرات غير جيدة وغير مبشرة".
وتابع، "لا نتوقع أن تضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل في أي ملف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في أفضل الأحوال يمكن أن تقدم أمريكا نصيحة أو تعبر عن قلقها تجاه التصرفات الإسرائيلية"، متوقعاً أن تكون فترة رئاسة ترامب أسوأ على القضية الفلسطينية من سابقاتها.
وكان الرئيس الأمريكي قد عقد مؤتمرا صحفيا مع نظيره الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته لمدينة بيت لحم بالضفة الغربية اليوم، ضمن جولة زياراته الخارجية التي زار خلالها السعودية وإسرائيل.