وأشار الإبراهيمي، إلى أن "هذه المنطقة أصبحت من أكثر المناطق فقداناً للأمن والاستقرار، فسوريا تتحطم يوماً بعد يوم ونصف شعبها بين نازح ولاجئ، وهذا العراق بعد التدخل الأمريكي في 2003 قسم إلى فئات عرقية متنازعة ومتحاربة أحياناً، وهذا اليمن الذي يعاني حرباً أهلية طاحنة فرضت عليه وجعلت أهله في بؤس كبير".
واعتبر الابرهيمي، أن هذه الفتن انجرت عنها تدخلات أجنبية ففي سوريا، وكل هذا على حساب الشعب السوري".
واعتبر الدبلوماسي الجزائري، أن الخلاف الشيعي السني أصبح فتنة جديدة كبرى عرفنا متى بدأت ولا نعرف متى ولا كيف ستنتهي، ومن المهم التحذير من انتشار هذه الفتنة إلى أماكن أخرى منها بعض دول شمال إفريقيا بأشكال جديدة. وعلى الرغم من أن منطقة شمال إفريقيا لا يوجد فيها شيعة وليست طرفاً مباشراً في الخلاف، يضيف نفس المتحدث، إلا أن نار الفتنة ستلحقنا ولو بأشكال جديدة إن لم نعالج الأمور بشكل صحيح وندرس حقيقة الخلافات بين الدول العربية وهي مهمة الجامعيين فيجب دراسة هذه الظاهرة دراسات وافية حتى نجد لها حلولاً ناجعة".
واعتبر المبعوث الأممي السابق إلى سوريا أن "ليبيا البلد العربي والإفريقي الكبير وجارة الجزائر تتعرض لغزو من نوع آخر سمح بتقسيم البلاد لقبائل ونحل متناحرة وسمح فيه بتدخل الأجنبي والعربي في صراع الإخوة وهو الشيء الذي أطال في عمر هذا الصراع و أكثر من ضحاياه".
وتطرق الأخضر الإبراهيمي إلى الوضع الذي تعيشه مصر من أزمات التطرف الديني خاصة الاعتداء على الكنائس، و أكد أن "مصر قادرة على تجاوزها عبر الالتحام و التسامح بين المسلمين والمسيحيين الذي كان يميزها، ومن المستحيل له تصديق ما يحدث في مصر من اعتداءات على المسيحيين باسم الدين الإسلامي وهو منها بريء، فخلال سبعة سنوات قضيتها في القاهرة سفيراً للجزائر خلال حكم الرئيس عبد الناصر لم أكن أستطيع التفريق بين المسيحي والمسلم إذ كان هناك تعايش حقيقي بينهم ولم أتصور ليوم من الأيام أن يحدث ما يحدث حالياً".
واستعاد الإبراهيمي الوضع نفسه الذي عاشه العراق وقال "هو الشيء الذي حدث أيضاً في العراق حيث قتل المسيحيون وهجروا عن منازلهم وأراضيهم باسم الدين الإسلامي وهو شيء لا يقبله لا عقل ولا منطق ولا دين، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر عندما دافع عن المسيحيين بكل ما أوتي من قوة، و حتى ما حدث بمدينة مانشستر الإنجليزية، لا بد أن نرفع أصواتنا جميعا لنقول بأننا لا نقبل بالغلو في الدين وأن التطرف والإرهاب ليسا من الدين الإسلامي في شيء".