وما يزيد الأمر سوءاً الارتفاع اليومي للأسعار بسبب عدم استقرار الدولار وضعف القوة الشرائية لليرة السورية، يضاف إلى ذلك الاقتتال الدائر على أرض العديد من المحافظات السورية، ما يجعل توفر المواد وضروريات الحياة أكثر صعوبة في ظل إغلاق كامل للطرقات، ولا سيما في المناطق التي تعاني منذ سنوات منعاً كاملاً لدخول أي مادة من المواد الاستهلاكية، ما ينذر بوضع مأساوي.
ورغم شعور العديد من الأشخاص الذين التقيناهم بأنه لم يعد لرمضان أي طعم في ظل الظروف الراهنة، وفي ظل غياب أحبة خطفهم الموت بشكل مفاجئ نتيجة قذيفة أو رصاصة غدر أو أبعدتهم الغربة والهجرة بحثاً عن العمل والأمان بعد أن شردهم الإرهاب، فقد شهدت الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً لأسعار الكثير من المواد.
يشير أبو نبيل تاجر في العاصمة دمشق لمراسل "سبوتنيك" إلى غياب الكثير من المواد الرمضانية وفقدانها من أسواق الجملة، بسبب الغلاء الفاحش والذي أدى إلى وقوف المواطن حائراً ما بين تأمين أولويات أطفاله في زمن الحرب أو شراء المأكولات التي يتميز بها شهر رمضان.
وأكمل أبو نبيل حديثه، توقف الكثير من المعامل التي كانت تنتج بسبب الأزمة في سوريا، أو وجودها في محافظات غير آمنة.
من جهة ثانية، يقول عمر النابلسي تاجر لمراسل "سبوتنيك": الأيام القادمة ستكون قاسية إذا استمر الوضع الاقتصادي للمواطنين على ما هو عليه الآن، وأحوال الناس تعيسة جداً بسبب تعطل عملية الإنتاج وتوقف دورة الحياة؛ بسبب الحرب التي تعيش تداعياتها البلاد".
ولفت النابلسي إلى أن الأيام السابقة في شهر رمضان كانت جميلة وكنا ننتظره بفارغ الصبر، وكان الخير فيه دائماً عميماً والعبادات عظيمة، كما أن الناس لا يعطلون أعمالهم، بل بالعكس يحفزهم شهر رمضان على بذل المزيد من الجهد حتى في أكثر الأوقات صعوبة، أما الآن فكل شيء متوقف بفعل الحرب الدائرة على أرضنا، يبدو أن الطقوس الرمضانية وعادات رمضان في الطعام والشراب ستكون ناقصة هذا العام مقارنة بسنوات ما قبل الأزمة.
وأضاف: "على ما يبدو وكما هو واضح ستغيب عن موائدنا الكثير من أنواع الطعام، ولا سيما التي تدخل فيها اللحوم بجميع أنواعها لارتفاع أسعارها؛ لذلك سيتم استبدالها بأنواع أخرى أقل سعراً كالبقوليات والأرز والمعلبات التي توزعها اللجان الإغاثية وغيرها.
وتابع "خاصة أن درجات الحرارة مرتفعة هذا العام، لذلك سنعمل على تخصيص موازنة مالية لشراء المياه الباردة، إن تم استخدام مولدات كهربائية لتشغيل البرادات في بعض المحلات الخاصة لهذه الغاية.
وتحدث المواطن مضر البارودي، قائلاً: بسبب ارتفاع الأسعار تخلت الكثير من الأسر عن الطقوس الرمضانية كشراء اللحوم والحلويات والزينة ولو كميات قليلة من اللحوم والحلويات وعدم
استطاعتهم شراء ما يفرح قلوب أطفالهم مهما قل ثمنها، لا يحلمون بشرائها قياساً بدخلهم الذي لا يتناسب مع زيادة الأسعار، ويحظى شهر رمضان لدى السوريين باهتمام كبير، وله في نفوسهم مكانة كبرى لا يشغلها سواه من الأشهر والمناسبات والأعياد الدينية.