وشرح أن الفقير، بحسب الحديث النبوي، "هو الذي لا يملك قوته وقوت أسرته لمدة شهر والذي لا يملك منزلا، والذي لا يملك دابة، وهي تعادل سيارة في وقتنا الحالي".
وبموجب هذا التعريف، أجرى راشد حساباته وتبين معه أن المصري الفقير هو من لا يمتلك دخلا شهريا ثابتا يعادل 750 دولارا، وقال لموقع "الحرة" إنه أخذ بالأحوط واعتبر أن الفقير هو من يجني أقل من 500 دولار.
مفتي مصري يدعى مصطفى راشد: الصيام على الأغنياء فقط.. ومن راتبه أقل من 500 دولار من المصريين فلا يلزمه الصيام..! pic.twitter.com/dBwV4bSczW
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) May 27, 2017
ولكن هذا الحساب الذي سمّاه راشد "نصاب الفقر" يختلف بين دولة وأخرى بحسب أوضاعها الاقتصادية وتكلفة المعيشة فيها، وتبقى القاعدة هي تعريف النبي للفقير.
واعتبر راشد أن "المقصود من الصيام هو إطعام الفقراء"، متابعا أنه "لو أطعم كل شخص مسكينا كل يوم فهذا أفضل من الصيام".
ولكنه أكد أن كلامه ليس دعوة للفقراء كي لا يصوموا، وكل قصده أن يوصل إلى الناس "مقاصد الشرع".
وقال، بدوره، عميد كلية الشريعة والقانون، الدكتور سيف قزامل، في تصريح لـ"سبوتنيك" إن هذه الفتوى خطأ ومخالفة للشرع، والصيام يجب على كل مكلف بالغ عاقل قادر على الصيام، مقيماً ليس مسافراً، وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، كما في قوله تعالى "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة"، فـ (أقيموا الصلاة) أمر، وكذلك (كُتب) فرض أيضاً.
وتابع "الرسول بيّن أحكام الصيام واحكام الزكاة، والفقهاء أوضحوا ذلك جيداً، وحينما يستأنس البعض بحكم الصيام، بأن الغني يحس بالفقير، ليس معناه أنه لا يجب على الفقير".
وأضاف قزامل "الشيخ مصطفى جانبه الصواب، فمزايا الصيام والحكمة في التشريع شيء، والفرضية شيء آخر، فالفقهاء، حينما يتحدثون عن مزايا الصيام من باب الترغيب، والغني في تلك الأيام لا يحس بالصيام أصلا، فهو يجلس في مكان مكيف، بحديقة غنّاء، وحوله مياة باردة، فالكلام خاطيء تماماً".