استعدادا لاستقبال شهر رمضان الكريم، كل عام، يخرج تنظيم "داعش" الإرهابي بمجموعة من الفتاوى، التي يمكن بواسطتها تصنيف قيادات التنظيم والمفتين الخاصين به باعتبارهم مجموعة من "المجانين"، الذين لا يعرفون عن الدين الذي يتمسحون به أبسط المعلومات، حتى العامة منها، والذين يستسهلون التكفير، بدلا من الإفتاء بعلم.
أفتى تنظيم "داعش" لمقاتليه هذا العام بضرورة الإفطار وعدم الصوم في رمضان، بدعوى أن الصيام يرهق الجسد، وبالتالي يشجع الصائم على الخمول والاستسلام للتعب، ما يترتب عليه التقاعس عن مواصلة المعارك، فحث التنظيم الإرهابي أنصاره ورجاله على ضرورة عدم الصوم، ليتمكنوا من مواجهة قوات الجيش العراقي في الموصل وقوات الجيش السوري في سوريا.
كما أصدر التنظيم فتوى غريبة، تقضي ببطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم، فكل من يثبت أنه صائم ولكنه ليس عضواً في التنظيم صيامه باطل، ويمكن أن يقام عليه الحد باعتباره من المنافقين، كما أفتى قادة التنظيم بأن خروج النساء من بيوتهن في النهار يؤدي إلى فتنة المسلمين، وبالتالي فهو حرام، حفاظاً على الأخلاق العامة في شهر رمضان.
نقلت حسابات تابعة للتنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى إحدى شبكاته الإخبارية، تلك الفتاوى الجديدة، والتي تحظر على النساء الخروج قبل الإفطار، ومن ترغب في الخروج بعد صلاة المغرب، ينبغي أن يكون معها مرافق من أقاربها الذكور، باعتباره محرماً، ويجب أن يكون من أقارب الدرجة الأولى، وإلا أقيم عليهما معاً حد الزنا، باعتبارهما غريبين عن بعضهما.
قادة التنظيم في العراق، أصدروا فتوى أخرى، بتحريم بيع السلع الأساسية قبل انتهاء شهر رمضان بنحو 10 أيام، ونبهوا على المحال التجارية بضرورة الإغلاق قبل حلول عيد الفطر بـ10 أيام، ما يدفع الأهالي إلى تخزين كميات كبيرة من السلع والمؤن، تجنباً للوقوع في أزمة خلال العشر الأواخر، والهدف من هذا القرار، حسبما يرى محللون، هو إجبار الناس على الاعتكاف في أيام رمضان الأخيرة.
التنظيم أصدر فتاوى في شهر رمضان من العام الماضي، ببطلان صيام من يكره التنظيم، حيث قال مفتي التنظيم في حمص السورية إن "من لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفن نفسه عناء الصوم، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش".
وهناك فتاوى غريبة أخرى أصدرها التنظيم من قبل، ومنها غلق محال الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر، وإزالة كل اللافتات والإعلانات التي توضع لمحال التزيين النسائية، كما أفتى بمنع الشبان من تسريح الشعر بحسب القصات الحديثة ووضع مادة على الشعر، وكذلك فتوى تحرم استخدام الهاتف المحمول على النساء.
وسبق أن نقلت إحدى القنوات الفضائية فتوى عجيبة أخرى تفرض على جميع نساء الدولة الختان حتى يتطهرن، بالإضافة إلى فرض عدد كبير من القيود على النساء، من بينها منع خروجهن من بيوتهن قبل المغرب، ومنع ذهابهن إلى الأسواق، وتحريم سلام الأخ والأخت في الطرقات، وكذلك تحريم اعتراض المرأة على زواج زوجها من امرأة أخرى.
الفتاوى السابقة، على الرغم من غرابتها، إلا أنها تثبت أن التنظيم الإرهابي لا يسمح لمقاتليه وأعضائه بالصوم، خوفاً من ضعف أجسادهم وبالتالي خسارة معاركه، على الرغم من فرضه الصوم بالقوة على كل من يسكن في المناطق الخاضعة للتنظيم.
وحسب شاهد عيان من سكان مدينة حلب السورية، فإن التنظيم كان يعاقب — العام الماضي — كل من يثبت أنه أفطر في نهار رمضان، حتى ولو كان الفطر لمرض أو له سبب قوي، ولكن العجيب في الأمر أن من يتولى العقاب من الدواعش، كان مفطراً، ويعلل ذلك بأنه في "ميدان القتال".