وكان الموقع العسكري المذكور يدرس أكثر من 50 عاملا كي يحدد أقوى جيش في العالم، أي: الميزانية العسكرية، عدد العسكريين والجنود، وعدد الأسلحة. وصنف الموقع الجيش الروسي في المرتبة الثانية بين الأمريكي الأول والصيني الثالث.
وحسب التقرير المذكور، فإن جيش العم السام وجيش التنين الصيني يتفوقان على روسيا بأضعاف هائلة، حيث الميزانية الأمريكية العسكرية تصل إلى 580 مليار دولار، وميزانية الصينيين إلى 161 مليار دولار، أما روسيا فلا تتجاوز ميزانيتها العسكرية حتى 50 مليار دولار، رغم أنها تعتبر دولة عظمى ومساحتها الضخمة تتطلب دفاعا ممولا ومتطورا.
لا نستطيع الإجابة في المرحلة هذه من التحليل، ولكن نضطر لنظرة إلى التاريخ، ونتذكر بعض الدراسات الاستراتيجية، التي كانت تقول إن الولايات المتحدة تستطيع تدمير البنية التحتية الروسية خلال 6 ساعات، حتى لو خاضت حربا ضد روسيا والصين في آن واحد، وذلك بواسطة 4 آلاف آلة قتالية عالية الدقة.
ولكن اليوم، في الوقت الحالي، قد تغييرت نظرة الخبراء بشكل جذري حول قدرات الجيش الروسي. وقدم الخبراء الأمريكيون للكونغرس الأمريكي تقريرا خاصا حول تطور العلاقات العسكرية بين "الدب والتنين" في الشرق. وعبّر الخبراء في هذا التقرير عن قلقهم إزاء استلام الصين بعض تكنولوجيات روسيا لتصنيع الأسلحة المتوطرة، حيث يقوم الجيش الصيني باستخدامها لتقوية قدراته الدفاعية. وهنا بدأت بعض وسائل الإعلام الغربية بتصنيف الجيش الروسي كأقوى جيش في العالم، الذي تفوق على خصمه الأمريكي حتى بتصنيع الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وطبعا ساهم الجيش الأمريكي في تخريب سمعة أسلحة العم سام بنفسه، عندما قصف القاعدة الجوية العسكرية السورية "شعيرات" بـ59 صاروخ "توماهوك"، ولم ينجح بتميرها، حيث استمرت الطلعات الجوية السورية من تلك القاعدة بعد يوم واحد. وقدمت وزارة الدفاع الروسية أنذاك مقطعا لأثار القصف الأمريكي، تم تصويره بطائرة استطلاع دون طيار، أظهر عدم وجود أي أضرار في البنية التحتية للقاعدة…
وكيف نستطيع تفسير اهتمام الضباط الأمريكان بصواريخ "تسيركون" و"سارمات" و"ساتانا" (الشيطان) الروسية، التي تستطيع تدمير هدف ما في مختلف أنحاء كوكبنا الأرض ومن جميع الجهات، حتى عبر القطبين: الجنوبي والشمالي؟ برأي هذا دليل على أن السلاح الروسي تفوق أضعاف على السلاح الأمريكي، رغم أن ميزانية الجيش الروسي أقل من ميزانية البنتاغون بعشرة مرات. وهنا سؤال قد يطرح نفسه: لماذا موقع Global Firepower صنف الجيش الأمريكي كأقوى جيش، في حين الخبراء والضباط في الغرب يعترفون بالتفوق الروسي في مجال الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت وغيرها؟
المقالة تعبر عن رأي كاتبها