وألمح السورجي إلى أن القوات تتقدم بحذر في عمليات تحرير حيي الزنجلي والشفاء، وهما آخر معقلين لتنظيم "داعش" بعد المدينة القديمة، في الساحل الأيمن للموصل مركز محافظة نينوى شمال بغداد، لأن التنظيم الإرهابي فخخ كل السيارات المدنية، وعمل جدارا فيها، وقطع كل الشوارع لمنع دخول القوات وهرب العائلات من سطوته.
ويقول السورجي "إن الأهالي في أزمة كبيرة، لأن الإمدادات الغذائية نفذت، وبالتالي حاولوا أن يخرجوا من منازلهم نحو القوات عند اقترابها لتحرير الزنجلي، لكن تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم المدنيين كدروع بشرية لذلك تقدمت القوات بحذر".
وأضاف السورجي أن تقدم القوات تم بعملية مدرسة جداً وحذر، في المقابل أقدم تنظيم "داعش" على إعدام العائلات بأكملها أثناء محاولتها الهرب منه في الزنجلي الذي نأمل أن يستكمل تحريره من الدواعش بالكامل، اليوم وغدا.
وأكمل السورجي أن تنظيم "داعش" الإرهابي نفذ عمليات إعدام بأعداد كثيرة من العائلات — وأكثر من 50 شخصا قتلوا أثناء محاولتهم الهرب، وجرح الكثيرين برصاص القناصة الدواعش.
وأشار السورجي إلى أن كل المستشفيات في المدينة وخارجها امتلأت بالمدنيين الجرحى الذين أصيبوا برصاص تنظيم "داعش" ومفخخاته، عند هروبهم منه باتجاه القوات العراقية المتقدمة لتحريرهم والأرض من قبضة التنظيم الإرهابي.
وقال جودت في بيان: "قوات الشرطة الاتحادية وبإسناد الطيران المسير تهاجم دفاعات داعش جنوب المدينة القديمة وتحاصر عناصر التنظيم في باب الجديد وتقتل7 منهم في الهجوم".
وتقدمت القوات العراقية من كل الاتجاهات باتجاه المدينة القديمة الوكر الأخير لـ"داعش" في أيمن الموصل، في مسعى لتضييق الخناق عليه، وذلك في الوقت الذي تحصن فيه الإرهابيون في مسجد الموصل المعروف بالجامع الكبير، أو النوري، استعداداً للمواجهة الحاسمة.
وكان العبادي، رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، زار، الاثنين 29 مايو/أيار، مدينة الموصل، التي تشهد معارك بين القوات الحكومية وتعاونها قوات "الحشد الشعبي" العراقي، والجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على الموصل، وتم التغلب عليها في مناطق عدة من المدينة.
وغالبا ً ما يقدم تنظيم "داعش" الإرهابي على خططه الدامية في قتل المدنيين المرتهنين كدروع بشرية لديه، بقتلهم وإعدامهم ميدانياً في كل منطقة يشعر أنه خسر سيطرتها وبطشه فيها أمام تقدم القوات العراقية التي استطاعت أن تحرر محافظة منه خلال العامين الماضيين، وتستكمل عملياتها باقتلاع الدواعش من آخر أوكارهم في الموصل، والأنبار، شمال وغرب البلاد.