دمشق — سبوتنيك. الجيش السوري يسيطر حاليا بعمق 40 كيلومترا على ريف الرقة الجنوبي الغربي ليصل إلى منطقة قصر المتياهة ودبسي عفنان ودبسي فرج ورسم الفالح وحبارى، والبوعاصي شمال سوريا.
كباقي المناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش"، انتشرت مقار التنظيم في أرجاء المنطقة لتنشر معها حكمها الأسود الذي طغى لونه على جدران البنايات والأزقة التي باتت اليوم خالية من سكانها الذين هربوا بما يلبسون فقط مخلفين وراءهم كل ما يملكون من أثاث وسيارات خوفا على حياتهم من حدة المعارك التي عصفت بقراهم وتركت أثارا واضحة على المنطقة.
الشيخ تركي البو حمد قائد قوات مقاتلي العشائر الرديفة للجيش السوري تحدث لـ "سبوتنيك" عن الوضع الحالي للجبهة، وقال "نحن حاليا نقف في دبسي فرج على مدخل محافظة الرقة.. وقوات الجيش والقوات الرديفة منتشرة في دبسي عفنان وشعيب الذكر وغيرها من القرى التي سيطرنا عليها مؤخرا ومعاركنا مستمرة ضد "داعش" ووصلت قواتنا الى حدود الطبقة حيث التقينا مع قوات سوريا الديمقراطية بقرية شعيب الذكر ووقفنا حاليا العملية من هذا الاتجاه وبدأنا المعارك باتجاه الرصافة بريف الرقة الغربي".
كامل جانبي الطريق الدولي الذي يصل حلب بالرقة، يقول الشيخ تركي البو حمد، "مزروعة بمحطات لتكرير النفط بطريقة بدائية نشرت الامراض السرطانية بين أهالي هذه القرى بالإضافة إلى انتشار مكاتب للصرافة كون معظم رواتب المسلحين تدفع بالدولار".
الطريق أيضا يمتلئ بمئات السيارات والآليات المحروقة. ويقول الشيخ تركي إن "غالبية هذه الأليات والسيارات تعود لمسلحي "داعش" والباقي مملوك للأهالي الذين تركوها وراءهم وهربوا من قراهم نتيجة حدة المعارك لتحترق اما بانفجار السيارات المفخخة التي ارسلتها "داعش" لمنع تقدم الجيش السوري او بفعل قصف الطيران..الأرض وعرة فقدنا فيها للأسف عدد من الشهداء إلا أننا ربحنا أرضنا".
الجيش والقوات الرديفة حققوا ما خططوا له والمعارك مستمرة وفق الخطط الموضوعة، بحسب الشيخ تركي، الذي أشار إلى أن عدد قتلى "داعش" فقط في المنطقة الممتدة من مسكنة إلى دبسي فرج ودبسي عفنان وشعيب الذكر وصل إلى ما يقارب 300 إلى 400 قتيل.
الشيخ أحمد البو حمد القائد الميداني لقوات مقاتلي العشائر شرح لـ "سبوتنيك" كيفية سير المعارك. فقال "المعارك التي خضناها خلال الفترة الأخيرة كانت شبه محسومة لصالح الجيش السوري والقوات الرديفة لأن مسلحي داعش حوصروا من الجهة الشرقية التي تتواجد بها قوات سوريا الديمقراطية وكان الجيش السوري متجها باتجاههم فلم يعد أي هناك أي ملجأ للدواعش سوى الهروب إلى الجهة الجنوبية باتجاه أثريا وعقيربات بريف حماة الشرقي.. خضنا ضد مسلحي داعش معارك قاسية بعض الشيء ولكن في النهاية سيطرنا على هذه القرى".
وأضاف البو حمد "غالبية العمليات العسكرية التي جرت في هذه المنطقة كانت عبر الالتفاف أي لم تكن وجها لوجه.. "داعش" تعتمد في جميع معاركه على أسلوب تدعيم الخط الأول في الدفاع عبر حفر الخنادق وفي حال تم خرق الدفاع تنهار مع "داعش".. في بداية قتالنا في مسكنة حاولنا كثيرا الاقتحام وجها لوجه إلا اننا لم نستطيع لأن مسلحي داعش سوروا مدينة مسكنة بشكل كامل بالخنادق والسواتر ما أعاق دخول الدبابات والآليات اليها ولم نتمكن من السيطرة عليها إلا بعد سيطرتنا على الريف الجنوبي والشمال لمسكنة بشكل كامل ودخلنا اليها من الخلف.. خطوط دفاع "داعش" كانت متينة بشكل كبير عبر الخنادق والسواتر العالية والمفخخات.
فقط في دبسي عفنان والمناطق المحيطة بها خسر داعش حوالي 150 مسلحا بضربة واحدة بحسب تأكيدات الشيخ احمد الذي قال أيضا.. "تمكنا من القاء القبض على حوالي 15 مسلحا من عناصر "داعش" بينهم شيشانيين اثنين".
مختار (عمدة) قرية القليعة ومزارعها الشيخ فاضل الفاضل البو حمد المنخرط ومجموعته القتالية مع قوات مقاتلي العشائر في قتال "داعش" يقول لمراسل سبوتنيك.." في البداية عانينا كثيرا من المسلحين وتصدينا لهم وعملنا مع الجهات الأمنية التابعة للدولة ومن ثم انضمينا لقوات العشائر ونقاتل ضمن صفوفها.. المنطقة على وشك التحرير والمعارك ضد التنظيم الإرهابي مستمرة إلى حين تحرير كافة الأراضي السورية.. نحن سند وقوة رديفة للجيش السوري ودماء شهدائنا وتضحياتهم هي طريقنا للانتصار".
وأضاف البو حمد "مقاتلو العشائر من محافظات الرقة واللاذقية وطرطوس وادلب و جميع المحافظات السورية..هبينا هبة رجل واحد للدفاع وتطهير ارضنا من الارهاب والارهابيين".
وتشهد سوريا منذ أكثر من ست سنوات، حرباً يخوضها الجيش الوطني تعاونه قوات رديفة من المواطنين والعشائر، ضد مجموعات معارضة مسلحة متطرفة مختلفة الولاءات أبرزها تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة".