وكتب فريدا غيتس في مقالة على موقع "CNN" على الرغم من أن هذا القرار كان متوقعا، إنه يمثل حدثا هاما في تاريخ البلاد. وسيؤثر على منطقة الشرق الأوسط المضطرب والعالم كله.
ويرى غيتس أن لدى الأمير محمد الذي سوف يبقى بمنصب وزير الدفاع وكذلك سيصبح نائب رئيس مجلس الوزراء برنامج إصلاحي وطموح جريء.
هو يسعى إلى صلاح بلاده بتغيير السياسات الداخلية والخارجية. يريد إدخال تغييرات في المجال الاجتماعي والاقتصادي وإصلاحات دبلوماسية.
والآن عندما أصبح بشكل رسمي ملك المستقبل، فإن مشاريعه ستصبح أقوى، وأفعاله خارج السعودية وبالأخص بما يخص العلاقات مع إيران الخصم اللدود للرياض، قد تصبح نشطة.
ويضيف غيتس أن المملكة العربية السعودية أكثر من أي بلد آخر في العالم للتحديث، والأمير يريد تنفيذ الإصلاحات الرئيسية في الحياة. وسوف يجسد الشباب والشجاعة. ولكن التغييرات الواسعة النطاق التي ستبدأ في السعودية وفي المنطقة، لها مخاطر وليس هناك أي ضمانات بأن خططه ستنجح.
عندما عين العاهل السعودي محمد بن سلمان كوزير للدفاع كان عمره 29 سنة، ووضعه في منصب ولي ولي العهد السعودي. وكذلك عينه كرئيس اللجنة الجديدة للشؤون الاقتصادية والتنمية الذي لديه مهمة هامة جدا وهي إنقاذ اقتصاد المملكة العربية السعودية على خلفية انخفاض أسعار النفط. فالنفط هو المصدر الرئيسي لثروة المملكة.
وتولى محمد مهامه بحماس. وفرض نظام التقشف الاقتصادي من أجل إنقاذ اقتصاد البلاد. وعندما سيطر الحوثيون (أنصار الله) على العاصمة اليمنية بدأ الحرب.
وعرض التلفزيون الوطني ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف (الذي تم إعفاءه من منصب وزير الداخلية أيضا)، وهو يقسم بالولاء لمحمد بن سلمان. ولكن يتوجب على ولي العهد الجديد، الذي فاز في هذه الجولة من "لعبة العروش" السعودية أن يراقب عن كثب منتقديه.
ويوجد دلائل تشير إلى أن التوترات مع إيران سوف تزداد سوءا. ففي الشهر الماضي، قال الأمير في مقابلة تلفزيونية، تم بثها من قبل العديد من القنوات التلفزيونية أن الحوار مع إيران لا معنى له، موضحا أن النظام في إيران يسعى للسيطرة على العالم الإسلامي، وأن "هدفه الرئيسي" هو المملكة العربية السعودية.
وأضاف بن سلمان "نحن لن ننتظر حتى تبدأ المعركة في السعودية، نحن سنفعل كل شيء لكي تبدأ المعركة عندهم".
وفي الوقت الحالي يقوم هو ودولة الإمارات الحليفة بحملة دبلوماسية ضد قطر. ويبدو أن الأمير بسياسته العسكرية والدبلوماسية الصارمة يحاول تجاوز الاستراتيجية الدفاعية التقليدية في المملكة العربية السعودية.
ويعتبر ولي العهد السعودي الولايات المتحدة وإدارة ترامب الحليف الأكثر أهمية. لقد قام بزيارة إلى واشنطن في مارس/أذار، واجتمع مع ترامب ومهد له الطريق لزيارة السعودية.
ويختم غيتس مقالته بالقول: حقق الأمير محمد نصرا شخصيا كبيرا، فهو يبعد خطوة واحدة عن العرش، ولكن ستواجهه محن كثيرة…فأسعار النفط ما زالت منخفضة، وهذا سبب ضعف اقتصاد المملكة العربية السعودية، إذا نجح برنامج الإصلاحات، فإنه سوف يدخل التاريخ كمصلح…وإذا لم تتحقق خططه، فإن العواقب ستؤدي إلى الفوضى وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وبقية دول العالم.
ولكن في "لعبة العروش" هذه، فإن التغيير أمر لا مفر منه على أي حال.