وكشفت الإحصائيات ميل الجمهور إلى الموسيقى بنسبة 80.9 في المائة والعروض التونسية والعربية بنسب كبيرة أيضا، وهذا ما يفسر استحواذ العروض التونسية على 50 في المائة من برمجة الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي مقابل 26 في المائة عروض أجنبية و24 في المائة عروض عربية.
برمجة متنوعة
تتنوع برمجة الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي بين الموسيقى بجميع ألوانها وأنماطها: وتري، فن شعبي، راب، راي، جاز… والمسرح بتعبيراته المختلفة: مسرح كلاسيكي، وان مان شو، كوميديا موسيقية ورقص تتوزع على ثلاث فضاءات: 27 عرض في المسرح الروماني بقرطاج، 12 عرض في متحف قرطاج وعرض واحد في أكربليوم بقرطاج، إضافة إلى "صدى قرطاج" وهي الأنشطة الموازية التي ستنتظم في فضائي "لاقورا" و"سينيفوغ"
وقد وصف "مختار الرصاع" مهرجان قرطاج الدولي بأنه أكبر وأعرق وأحلى مهرجان في البحر الأبيض المتوسط، وأنه على الرغم من ظهور مهرجانات كثيرة بعده تتمتع بتمويلات ضخمة إلا أنها لم تستطع الوصول إلى شمولية مهرجان قرطاج وإشعاعه.
ولم ينف "الرصاع" ضعف ميزانية الدورة الثالثة والخمسين بعد التخفيض في دعم وزارة الشؤون الثقافية ب400 ألف دينار وانهيار قيمة الدينار التونسي، وهو ما ترتب عليه استبعاد العروض الأجنبية المكلفة من بينها "notre dame de paris" وعرض آخر تركي ضخم للممثل "خالد أرجدنش" المعروف في تونس والوطني العربي باسم "سليمان القانوني" بطل مسلسل "حريم السلطان".
وأكد مدير الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي أنه على الرغم من ضعف الميزانية، إلا أنه حرص مع هيأته القائمة على إعداد برمجة متنوعة احتراما لهذا المهرجان الدولي الشمولي.
مهرجان لجميع الشرائح
التنوع هو عنوان رئيسي في برمجة الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ففي الموسيقى سيكون الافتتاح تونسيا يحتفي بستين سنة من الموسيقى التونسية من تدبير "شادي القرفي" ومشاركة عدد من الأصوات التونسية، وسيكون الموعد أيضا مع اللون الصوفي بعرض "المدحة: حضرة رجال القيروان وسوسة"، والعروض الفرجوية: "لمدينة"، la reine des neiges، والراب: حلبة قرطاج (بلطي، أكرم ماغ، وكلاي بيبي جي)، بلاك أم وبوبا، واللون الشعبي: وليد التونسي، والموسيقى الشرقية: راغب علامة، شيرين عبد الوهاب، نانسي عجرم وناصيف زيتون، والراي: قادير جابوني، والتجارب البديلة الاستثنائية في تونس والوطن العربي: لينا شماميان، صبري مصباح، فايا يونان، آمال المثلوثي، عبد الرحمان محمد، والوان مان شو: لطفي العبدلي، ميشال بوجناح ورؤوف بن يغلان، وغيرها من العروض المتنوعة.
وفسر "مختار الرصاع" هذه الاختيارات قائلا إنه حاول فيها مراعاة جميع الأذواق، والاستجابة إلى انتظارات كل الشرائح الاجتماعية وأضاف بأن بصمته الخاصة موجودة في برمجة متحف قرطاج، أما في المسرح الروماني فكان عليه واجب مراعاة الأذواق وانتظارات الجمهور من الشبان بشكل خاص ممن يحق لهم الخروج للسهر في مهرجان قرطاج.
لم نقص أحدا
وردا على اللغط الذي أثير حول "آمال المثلوثي" واتهام إدارة مهرجان قرطاج الدولي بإقصائها، قال "مختار الرصاع" نحن لم نقص أحدا من الفنانين التونسيين والدليل أن نصف البرمجة تونسية، وأكد أن الخلاف مع "آمال المثلوثي" في البداية كان حول الميزانية وأشياء أخرى، وعندما سوي هذا الخلاف ووصلت إدارة المهرجان إلى حل يرضي الطرفين تمت برمجتها في المسرح الروماني بقرطاج.
وانتقد مدير الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي برمجة عدد من العروض في المسرح الروماني بقرطاج قبل أيام قليلة من انطلاق المهرجان وقال إن الميزانية الحالية لا تسمح سوى بتقديم برمجة قوية واستثنائية في أسبوعين فقط، وعراقة المهرجان وقيمته الثقافية تفرضان عدم برمجة أي تظاهرة في المسرح الروماني قبل المهرجان أو بعده بقليل على الأقل.