وكان "لواء المعتصم" فشل في المفاوضات الجارية مع "قوات سوريا الديمقراطية" من أجل انسحابها من تل رفعت وباقي القرى رغم الرغبة الأمريكية.
وعسكرياً دفعت تركيا بعشرات الآليات والدبابات إلى منطقة اعزاز وصولاً إلى مارع جنوباً، إضافة الى المحور المقابل لبلدة أطمة السورية قرب معبر باب الهوى. وبات معلوماُ أن هدف تركيا هو السيطرة على جبل الشيخ بركات، وإقامة قاعدة عسكرية فيه تمنع توسيع مناطق سيطرة الوحدات على الجبهة الجنوبية الساكنة بين الحدود الإدارية لمحافظة ادلب ومنطقة عفرين.
واقتصرت العمليات العسكرية للجيش التركي على قصف بعض مواقع "وحدات حماية الشعب" بالمدفعية والقذائف الصاروخية وتحليق طيران الاستطلاع التركي، من دون تسجيل أي قصف جوي أو توغل بري للمدرعات أو المشاة في عمق الجبهة الممتدة من منغ وكفر خاشر ومرعناز.
هذا وتضم عفرين نحو نصف مليون لاجئ غالبيتهم من مدينة حلب، بالإضافة الى الخسائر المحتملة لاقتصاد الحرب الذي انعكس بشكل جيد على المنطقة وناسها بسبب انتقال أعداد كبيرة من المعامل وورش التصنيع الحلبية إليها.
من جهة أخرى يستشعر الكثير من القيادات التركية أن تحالفا رباعياً يضم تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري بدأ يتشكل ضد حزب "الاتحاد الديمقراطي" وذراعه العسكري.
فهذه القوى كلها يجمعها وإن بدرجات متفاوتة عداء للولايات المتحدة، وتريد أن تقوض نفوذهها من خلال الضغط على حلفائها. ويفاقم المسألة أن واشنطن ليس لديها عملياً حليف عربي قوي في سوريا، وهي التي أبعدت كل الشركاء العرب المحتملين وفضلت "وحدات حماية الشعب" على بقية الفصائل.
وتبرّر واشنطن ذلك بأن "الوحدات" هي أكثر قوى عسكرية منضبطة في سوريا، وأنها لم تجد في الفصائل العربية انضباطا معقولاً، ناهيك عن رفض فصائل الجيش الحر قتال تنظيم "داعش" مفضلة إما قتال الأسد أو قتالهما بالتوازي. ذلك طبعاً بالإضافة إلى ارتباط غالبية فصائل الجيش الحر بعلاقة ممتازة بتركيا وهو ما لا يريح واشنطن بطبيعة الحال.