ولدت ليودميلا في عام 1916، في مدينة "بيلايا تسيركوف" في مقاطعة كييف في الإمبراطورية الروسية، وكانت من نساء السوفييت العاديات، التي التقت مع التجارب الصعبة وجها لوجه ولم تنهزم.
كانت ليودميلا في مرحلة التدريب العملي ضمن دراستها الجامعية عندما قرر هتلر غزو الاتحاد السوفيتي، في الرابعة صباحا من يوم 22 يونيو/ حزيران 1941، وهو الأمر الذي دفع ليودميلا للانضمام إلى الجيش الأحمر في أقرب شعبة تجنيد دون أي تردد. وبدأت في تلك اللحظة مسيرتها الحربية، حيث وضعت القناصة الجديدة في الجيش السوفيتي الهدف الأول: قتل 100 جندي من الجيش النازي.
اصطادت "السيدة الموت"، خلال الفترة من أغسطس/ آب حتى أكتوبر/ تشرين الأول عام 1941، 187 نازيا أثناء تقدم الألمان نحو مدينة أوديسا. ولهذا أصبحت ليودميلا "المرأة" الأكثرة تداولا في الصحف السوفيتية من جهة، و"الجندية" الأكثر رعبا بين النازيين من جهة أخرى، حيث كان النازيون يتداولون أساطير عن "قناصة سوفيتية" تسمع الهمس بين الألمان عن بعد نصف كيلومتر.
وفي شهر مارس / آذار 1942، ازداد عدد النازيين في دفتر ليودميلا الخاص، التي كانت تسجل فيه كل عدو تقتله، إلى 259 ضابطا وجنديا ألمانيا. وهنا قررت ليودميلا أن ترفع العدد إلى 300 نازي.
ولكن الفيرماخت الألماني لم يترك وضع دحر جنوده من قبل قناصة كما هو، حيث قرر إرسال أقوى القناصين في الرايخ الثالث لقتل المرأة السوفيتية. ففي إحدى المبارزات بين القناصة ليودميلا وأحد القناصين الألمان، التي استمرت لمدة يوم كامل، التقت عين ليودميلا بعين خصمها في نفس اللحظة…ولكن ليودميلا كانت الأولى من ضغط على زناد البندقية.
وعندما وصلت ليودميلا إلى موقع القناص المقتول، عثرت على دفتره لتسجيل حصيلة القنص، فوجدت أن القناص النازي بدأ المشاركة في الحرب من أيام احتلال فرنسا، وعلى حسابه أكثر من 400 ضابط وجندي من مختلف أنحاء أوروبا.
وبحسب بعض التقارير، فإن الفيرماخت كان قد أرسل 36 قناصا نازيا للقضاء على "السيدة الموت" بين حين وآخر، وذلك خلال فترة الحرب الوطنية العظمى.
الجدير بالذكر أن لقب "السيدة الموت" أطلقه الشعب الأمريكي، عندما تعرف على قصة ليودميلا بافليتشينكو قبل زيارتها للولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن الـ20.