وحسب "الغارديان" البريطانية قال باتي إنه لا يعتقد أن المملكة العربية السعودية تمول مباشرة الجماعات الإرهابية، بل هي أيديولوجية تؤدي إلى التطرف، مرجحاً أن قادتها قد لا يكونون على بينة من العواقب. وقال "إنه امر غير صحي، ونحن بحاجة إلى القيام بشيء حيال ذلك". "لم يكن السعوديون يقدرون تماماً تأثير تمويلهم لنوع معين من الإسلام في البلدان التي يقيمون بها — ليس فقط بريطانيا وأوروبا".
وأضاف "هذا حوار يجب أن نحصل عليه. فهي لا تمول الإرهاب. إنهم يمولون شيئاً أخر، قد يؤدى إلى طريق متطرف ويصبح غذاءً للإرهاب".
وقال باتي إن السعوديين "يجدون كل وسيلة سهلة للتراجع عن فكرة أنهم يمولون الارهاب لأنهم ليسوا كذلك". "ما تقوم به الرابطة العالمية للشباب الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي هو تمويل المساجد وتعزيز الأيديولوجية الوهابية السلفية".
ودعا إلى توضيح تعريف تمويل الإرهاب و"حوار كبير مع الخليج حول ما نفكر به". وأضاف أن "هناك أيضاً مواطنين خليجيين منفردين تحدوا حكوماتهم لتمويل الإرهاب".
وتساءل باتي، الذي كان سفيراً للمملكة المتحدة في الرياض من 2006 إلى 2010 ورئيس مكتب الشرق الأوسط سابقاً في وزارة الخارجية، عما إذا كانت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها قد تورطوا في النزاع المرير مع قطر.
وسعت ثلاث دول خليجية — السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة — مع مصر، إلى عزل قطر دبلوماسيا واقتصاديا، متهمة إياها بدعمها للإرهاب وجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين.
وقال باتي في مؤتمر المائدة المستديرة الذي نظمه مجلس المحافظين في الشرق الأوسط في لندن "إنها ليست خطوة ذكية حتى لو كنت متعاطفاً مع رؤيتهم. إنها سياسة غير مدروسة لتحقيق شيء بسرعة وأعتقد أنهم أخطأوا في التقدير وأعتقد أنهم كانوا يعتقدون أن ترامب وراءهم، وسوف تتراجع قطر. لقد أثاروا هذه القضايا لأنهم يعتقدون أن قطر سوف تتراجع في النهاية، لذلك أعتقد أنهم فوجئوا قليلا، وقد جاءت المقاطعة بنتائج عكسية، أبعد ما يكون عن أن تؤدي إلى انقلاب في قطر، فقد تطور تقديس الأمير الشاب". وأضاف باتي "أن القطريين يحتشدون خلف قيادتهم".
وقال إنه يعتقد أن الدافع الحقيقى للنزاع ليس تمويل قطر للارهاب، بل أن هناك اختلافاً واسعاً فى الرؤية السياسية.
وتساءل باتي أيضاً عما إذا كانت فعلاً جميع الإمارات داخل الإمارات متحدة وراء المقاطعة. وقال "إن الامر يتعلق بتأكيد أبو ظبي على سيطرتها على قضايا السياسة الخارجية لأن ذلك ليس من مصلحة دبي".
وفى حديثه فى نفس الحدث، قال مايكل ستيفنس، رئيس مكتب شركة الخدمات المتحدة الملكية القطرية، إن صف الخليج قد يؤدي إلى نزاع مستعصي يمكن أن يدفع المستثمرين إلى التفكير بجدية في عدم الاستثمار في الخليج.
وقال "إننا نواجه الآن خمسة أسابيع من النزاع عندما يعتقد معظم الناس أن الأمر سيستغرق 72 ساعة"، داعياً إلى اتخاذ سلسلة من إجراءات تخفيف التوتر المؤدية إلى اتفاق مشترك لمكافحة التطرف.