ولفت الظاهري إلى أنه وطوال ذلك الأسبوع كان التلفزيون العراقي الحكومي يُصور مشاهد من شوارع مدن عراقية يقبل فيها المواطنون العراقيون صور صدام على الجدار، ويعانقون تماثيله أمام الكاميرات. ولكن بمجرد دخول أول دبابة أمريكية وسط العاصمة بغداد اختلف الأمر تماماً، إذ توجهت تلك الجموع إلى تماثيل صدام لإسقاطها والرقص فوقها فرحاً.
مبيناً أن ذلك المشهد لا يمكن نسيانه "ولم تمض ساعات قليلة حتى دُمرت كل تماثيل صدام وحطمت الجداريات التي رسمت له".
وشبّه الكاتب ماحدث في بغداد قبل أسبوع من سقوط صدام حسين، وما يحدث اليوم في العاصمة القطرية الدوحة بأنه "ليس سوى سلوك اجتماعي في غاية الارتباك يُعبّر بشكل حقيقي عن مدى الخوف والقلق الشديد الذي يعيشه القطريون لا الموالاة والتأييد للحكومة كما يعتقد الحاكم وحاشيته".
وأضاف الظاهري:
فالناس عندما يقلقون على مصيرهم بشدة يحاولون إظهار العكس بشدة أيضاً وهذا ما حدث في ليبيا قيبل سقوط القذافي.
وأستدرك قائلاً: اليوم وبعد فشل المساعي الوساطة الكويتية وفشل وساطة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون وعودته إلى واشنطن بخفي حنين مصحوباً باعتراف وتعهد خطي قطري بوقف تمويل الإرهاب تحت مسمى "مذكرة"… أصبح من الواضح أن المشاهد التي تحدثت عنها ستزداد بشكل كبير في الداخل القطري نظراً لتزايد المخاوف الشعبية من المصير المجهول المنتظر ووصول حكومة الدوحة إلى حافة هاوية سحيقة اسمها "العزلة الطويلة" التي لا يمكن أن يستمر معها النظام الحاكم وإن تماسك لشهر أو لشهرين.
وفي عبارات ساخرة له كتب الظاهري: سوف تُطبع صور الشيخ تميم ووالده على أكياس الخبز والطماطم وعبوات الحليب وتتكسب وكالات الدعاية والإعلان من نصبها على لوحات الطرق والجدران المتاحة، ولكن المواطن القطري المغلوب على أمره لن يستمر في تقبيلها بعد أشهر عندما يتأكد من أنه لا وجود لبارقة أمل تعيده إلى محيطه الخليجي، وعندها سيستيقظ النظام الحاكم في الدوحة على الحقيقة التي لا يزال يهرب منها ويُقرر الانصياع لمطالب الجيران لكن بعد فوات الأوان.