أنا على رأس القوات المسلحة منذ ثلاث سنوات ونصف وأنا واعٍ جداً للمسؤولية والشرف والواجب الذي أوكل لي، لقد حرصت دائماً على تأمين نموذج يحتذى به للجيش يكون ضامناً للتوازن بين التهديد الذي يحدق بفرنسا وأوروبا وبين مهام جيشنا التي ترتفع يوماً بعد يوم.
وأضاف قائد القوات:
لقد عبرت للسلطات أكثر من مرة دون الإفصاح للعلن عن تحفظاتي تجاه مسائل عدة، وأنا اليوم لم يعد باستطاعتي في الظروف الحالية تأمين أفضل نموذج يقوم عليه الجيش، ولذلك أستقيل من منصبي.
وأدانت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، الطريقة التي تعامل فيها رئيس الجمهورية مع دو فيلييه، حيث أقدم ماكرون على إهانة دو فيلييه في العلن، كما أدانت لوبن سياسة الرئيس التي تهدف لخفض ميزانية الجيش.
وكانت الصحافة المحلية قد ضجت في الأسابيع الأخيرة بخبر الخلاف الحاد في وجهات النظر بين القائد العام للقوات المسلحة بيار دو فيلييه ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، الذي لم يتوان عن توجيه توبيخ علني للقائد العام بيار دو فيلييه، حيث أقدم ماكرون على انتقاد دوفيلييه في إحدى الصحف المحلية بسبب الخلاف الواقع بينهما.
ويرغب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون تخفيض الميزانية المخصصة للجيش بهدف إعطاء دفعة للاقتصاد، فيما يعارضه القائد العام للقوات المسلحة بيار دو فيلييه بشدة، معتبراً بأنّ الجيش بأمسّ الحاجة لرفع الميزانية المخصصة له بسبب ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية التي يقوم بها في فرنسا والخارج.
وبدأ الخلاف عام 2014، بين بيار دوفيلييه مدعوماً من جنرالات في الجيش ومن وزير الدفاع جان إيف لودريان من جهة، وبين وزير الاقتصاد ميشيل سابان من جهة ثانية، حيث اقترح سابان خفض ميزانية الجيش من أجل توفير 50 مليار يورو للاقتصاد الوطني، غير أن دوفيلييه اعترض بشدة على مبادرة وزير الاقتصاد لتنتهي المسألة بعدها بتحكيم من رئيس الجمهورية آنذاك فرنسوا هولاند، الذي حسم القضية لصالح الجيش معلناً عن دعم الميزانية المخصصة له.
ومنذ ثلاث سنوات ونصف، يقود بيار دو فيلييه بصفته القائد العام للقوات المسلحة العمليات العسكرية للجيش الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط والساحل الأفريقي.
وصرح دو فيلييه، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لصحيفة "لي إيكو"، قائلاً:
لا يمكننا الانتصار في الحرب إذا لم نقم بجهود كافية للحرب، اليوم نحن نقوم بعدة عمليات عسكرية حول العالم وجيشنا يحتاج لقدرات أكبر ودعم أقوى. يجب اتباع سياسة شاملة تؤدي للحفاظ على السلام في المناطق التي نحارب فيها لأن الانتصار في الحرب لا يكفي لوحده لكي نربح السلام.