وفي حوار خاص مع برنامج "ماوراء الحدث" الذي يذاع على أثير "سبوتنيك" تحدث أمين سر المجلس خالد العبود عن تفاصيل ماجرى يوم أمس 20.07.2017 تحت قبة مجلس الشعب السوري، وحقيقة إعفاء رئيس مجلس الشعب السوري الدكتورة هدية عباس من مهامها.
سبوتنيك: دار لغط كبير حول إعفاء السيدة رئيس المجلس الدكتورة هدية عباس؛ حبذا لو تفضلتم بتفاصيل ما حدث؟
بيان المجلس كان واضحا، وهنا يجب الإنتباه إلى أننا نتحدث عن دولة، دولة صمدت ووقفت في وجه الرياح العاتية التي ألمت بها، وإذا ماتحدثنا عن مؤسسات هذه الدولة نرى أن مجلس الشعب يأتي في مقدمة هذه المؤسسات، هذا المجلس تحت سقف الدستور وله نظام داخلي يحدد علاقته بأعضائه والمؤسسات الأخرى، ومن صلب النظام الداخلي هناك مواد تتحدث عن أداء أعضاء المجلس تحت قبته وإدارة الجلسات. خاصة أنه في النظام الداخلي هناك إشارة لرئيس المجلس حول كيفية إدارة هذه الجلسات، فكرة واحدة يجب أن نثبتها ليس في السياسة، ليس في الأخلاق وليس في العلاقات الاجتماعية، ولكن هو أننا هنا نتحدث عن إدارة لمجلس الشعب ولا نعني إدارة المجلس خارج القبة وإنما نعني الإدارة تحت هذه القبة، رئيس المجلس هو رئيس هذه المؤسسة خارج القبة وداخل القبة، إذا يجب أن ننبه إلى أن حجب الثقة جاء تحت القبة، ونتيجة واقعة حصلت ولكنها ليست الوحيدة، ففي البيان نتحدث عن وقائع متتالية حدثت تحت قبة المجلس وهي تتعلق بالضبط بالعلاقة بين رئيسة المجلس وبين السادة أعضاء المجلس باعتبار رئيسة المجلس في النظام الداخلي هي المسؤولة عن إدارة الجلسات، إذاً نحن نتحدث تحديداً في الإدارة، هذه الإدارة لم تكن موفقة، رئيس المجلس لم يكن موفقا لجهة هذه الإدارة في إدارة الجلسات، كان هناك خروجات واضحة وكان هناك صخب في بعض الأحيان، وكان هناك عدم القدرة على تفهم الكثير من القضايا التي يريد أن يقولها الزملاء الأعضاء.
إذا دعني أقول في المحصلة أن رئيس المجلس لم يستطيع إدارة الجلسات بالطريقة التي تبقى تحت سقف الدستور وتلتزم بالنظام الداخلي وتؤدي المهمة الأساسية لجهة التشريع والرقابة باتجاه الحكومة من قبل المجلس، وبالتالي هذا في تقديري مرده لعلم الإدارة وفلسفة الإدارة التي كانت تؤديها الدكتورة هدية عباس.
في الواقعة الأخيرة… الذي جرى أنه فعلا حصل هناك لغط، اللجنة الدستورية قدمت مجموعة من المواد لجهة النظام الداخلي التي كانت في تقديري موادا غاية في الأهمية، وكان يجب التداول فيها، والدكتورة رئيسة المجلس أنهت المداولة، وأرادت أيضا أن تنهي النقاش في النظام الداخلي، هنا احتج عدد كبير من الزملاء لجهة هذه الإدارة وهذا الإغلاق للنظام الداخلي، وأنا في تقديري مع إحترامي لما حصل نحن أمام حالة ديمقراطية، المجلس هو الذي كلف بأصوات أعضائه الدكتورة هدية عباس رئيساً للمجلس، والزميل نجدت أنزور نائبا للرئيس، ورامي صالح وخالد العبود أمينان للسر، وهناك أيضا عضوان مراقبان.
والمجلس نفسه يستطيع عندما يرى أن أي مكتب لم يقدر على تحقيق الهدف الأساسي من عمله فإنه — المجلس — يستطيع أن يسترد هذه الثقة من أعضاء المكتب جميعا أو من واحد منهم.
سبوتنيك: هناك من بدأ يستغل الذي حصل بالدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ليتم إنتخاب مجلس جديد بما يتناسب مع التطورات الراهنة وفق من دعا إلى ذلك، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل هذا الطرح صحيح ومقبول في ظل الظروف الحالية، أم أنه يأتي ضمن إطار استغلال مثل هذه التطورات من قبل هذه الجهة أو
أنا في تقديري أن أي مواطن من مواطني الجمهورية العربية السورية يحق له أن يقول ما يشاء بشرط أن لا يتجاوز الدستور وأن لا يتجاوز القانون، لكن أن أجيبك من حيث الجوهر كان يدان مجلس الشعب السوري أنه لايطبق روحا ديمقراطية، وكان يدان بأنه عبارة عن تركيبة تأتي من عالي "من فوق يعني."
سبوتنيك: عذرا للمقاطعة ، هل يمكن أن نقول أننا نطبق الديمقراطية في أي مجلس شعب لأي دولة من خلال تغيير الأشخاص؟
في تقديري يجب الإنتباه، نحن لم نعترض على شخص، نحن اعترضنا على نهج إدارة وقيادة، وبالتالي مع المحبة والاحترام للدكتورة هدية عباس فهي رفيقة وزميلة وهي مواطنة سورية ومناضلة وهذا الشيء جابناً، لكن نحن نتحدث عن في التكتيك في مستوى واحد معين في إدارة جلسات مجلس الشعب هذا الذي نتحدث عنه.
وثانياً: أعتقد أن هناك قوة ظهرت جلياً من خلال قدرة 164 عضواً من الزملاء في أن يقفوا على موقف واحد ويلتئموا ويتقدموا بطلب حجب الثقة عن رئيس المجلس، وأنا انطلاقاً من هذا أرى أن هذا المجلس قوي بتقديري.
سبوتنيك: من الواضح أن هناك عملية ديمقراطية خاصة أن العدد الأعظمي هم من حزب البعث العربي الإشتراكي الذي كيلت بحقه الإتهامات في فترة ما بخصوص الأزمة بسبب بعض الأخطاء الفردية لبعض قياداته أو أعضائه سابقاً ، علماً أن هذا الحزب قام ويقوم بواجاته السياسية والعسكرية في المواجهة نراها في الميدان من خلال كتائب وألوية البعث وتقدم الشهداء، السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هذه الإنتقالة هل ستحمل المجلس مسؤوليات أكبر وإلتزامات
نعم قولاً واحداً
والآن كيف لكم أن تتجاوزا هذ المطبات؟
ما حصل قد يقرأه البعض مطباً، أما أنا فباعتقادي أن ماحصل هو إصلاح لمطب، وهناك فرق عندما نقوم بمهمة دستورية يلحظها النظام الداخلي، أنت لاتقع في مطب وإنما تتجاوز مطب، لذلك نحن كزملاء كنا متعبين في الأيام القليلة الماضية متعبين لجهة نهج إدارة هذه الجلسات ، لذلك على العكس استطاع المجلس أن يخرج من مطب كان سيذهب إليه أو كاد أن يكون على حافته. بشكل أو بآخر لا أقول مطب وإنما هو تجاوز لمطب ماحصل في الساعات الماضية.
سبوتنيك: يعني كاد أن يؤثر ذلك على روح الدولة، أقصد هنا المطب في حال وقع؟
المطب، نعم هو أثر بشكل أو بآخر، على سبيل المثال كنا نناقش بعض القضايا امتدت لمساحات عناوين نفينا عناوين أخرى.
سبوتنيك: وتم التعليق على كلمات وحروف بدلا من التركيز على جوهر القضايا أصلا؟
تماما، إذا نحن بحاجة لسقف نهج إدارة جديدة وهذا يتعلق بشخصية رئيس مجلس الشعب القادم، ونحن في النهاية قوى سياسية لا تنتمي إلى فراغ بل تنتمي إلى كتل وأحزاب سياسية ولدينا قيادات سياسية، ونحن لنا قيادات سياسية وكل البرلمانات في العالم تأتي من خلال تكتلات وأحزاب سياسية، نحن لم نأت خلال عشائر ولم نأت من خلال مذهبيبات أو من خلال عرقيات، نحن جئنا وفق مفهوم الدولة الحديثة ووفق أحزاب سياسية، وأحزابنا السياسية تراقب وأيضاً تتابع من خلال أعضائها كل ما يجري تحت قبة مجلس الشعب.
وهذا في تقديري قمة حضور الدولة وقمة حيوية مؤسسات الدولة، وهنا يجب الإنتباه أيضاً إلى أن رفاقنا في حزب البعث العربي الإشتراكي الذين أوجه لهم التحية لم ينحازوا لجهة الحزبية التي تنتمي إليها الدكتورة هدية عباس رئيسة المجلس. على العكس؛ الأغلبية الساحقة من الذين وقعوا من 164 من زملائنا الذين وقفوا إلى جانب هذا الإجراء كانوا من رفاقنا في حزب البعث العربي الإشتراكي، ولو كانت الدولة ليست راشدة "آسف أقول هذا الكلام" ولو كانت الحزبية البعثية ضيقة، ولو كانت محسوبة بطرائق أخرى لكانوا لم يقبلوا أن يذهب بعض الزملاء هذا المذهب، ولذلك ما حصل بتقديري أنه إنجاز لجهة عدم الإنجرار إلى مطب وأنه يعبر عن حيوية مجلس الشعب مع الإحترام الكامل للسيدة رئيسة المجلس على المستوى الإجتماعي والأخلاقي.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم