وأضاف الخبير أن أساس هذه المشكلة يكمن في التاريخ، عندما أمر صدام حسين إلى تجفيف المستنقعات حول البصرة.
وأشار إلى أن قرار حسين "قدم الدعم لقوات الاحتلال الأمريكية في المنطقة بعد انتهاء حرب الخليج عام 1991".
وأوضح أن "قيام طهران بتكرار كلمات العراق واتهام تركيا لا يساعد القضية".
وحسب فهمه، فإن مفتاح حل المشكلة لا يكمن في إشعال الصراع وإنما في تغيير سياسة المياه في طهران.
وقال كيليك: "هناك انطباع بأن إيران تشاطر إلى حد ما رأي الحكومة المركزية في العراق في هذه القضية. ومع ذلك، بالنظر إلى بعد نهاية حرب الخليج عام 1991، والشيعة في المنطقة بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي، نجد أن صدام حسين أمر بتجفيف المستنقعات حول البصرة من أجل تدمير منطقة إقامته".
وأضاف أنه بسبب مثل هذه الأعمال كان هناك تصحر وظهور عدد كبير من العواصف الرملية فى المنطقة، ونظرًا لأن تصحر هذه الأراضي وقع خلال فترة حكم الحكومة العراقية هناك، "سيكون من الخطأ توجيه اللوم إلى إيران وتركيا لذلك".
وقال الخبير إن نهري دجلة والفرات يتمتعان بإمكانيات مائية كافية، وإن الطلب السوري والعربي الحالي من تركيا "غير منطقي"، "إن احتياطي المياه في هذين النهرين يكفي لتركيا والعراق وسوريا عندما يتعلق الأمر بالاستهلاك المعقول. ومع ذلك، فإن هذه الاحتياطيات ليست قادرة على تلبية مطالب غير عقلانية من سوريا والعراق ".
وأشار أيضًا إلى أن حقيقة أن مشكلة إمدادات المياه يمكن أن تجلب قضية الحرب إلى جدول الأعمال هو خطأ جوهري، ولكن إذا كانت هناك رغبة في إشعال الحرب، فإن أي سبب يبدو كافيًا، "لا أعتقد أن المشكلة في المياه العذبة يمكن أن تؤدي إلى صراع عسكري، لأن هناك الكثير من الأمثلة في العالم من حل عدد كبير من القضايا مع الاستخدام الفعال للموارد المائية بتكاليف أقل في حين أن الحرب هي جدا مكلفة ".
ووفقا للخبير، فمن الممكن حل هذه المشكلة ولكن إلقاء اللوم على تركيا لا مبرر له على الإطلاق، لأن تركيا وفقا لبروتوكول عام 1987، تترك الكثير من المياه من نهر الفرات إلى سوريا والعراق.
وأضاف "إذا كانت تركيا تسعى إلى وقف قضية المياه العذبة فإنها لن توقع على هذا البروتوكول، ولا يمكن أن تؤخذ هذه الانتقادات لتركيا على محمل الجد".
يذكر أن رئيس إدارة حماية البيئة الإيرانية مسوميه ابتكار، وزارة الخارجية الإيرانية، دعا إلى المساعدة فى إقناع تركيا بالتخلي عن خططها لبناء السدود.
كما أعرب الرئيس حسن روحاني عن استيائه من تركيا بشأن ذلك، وفى كلمته فى المؤتمر الدولى الأخير لمكافحة تصحر الأراضى والعواصف الترابية فى إيران، أدان بشدة إقامة تركيا للسدود.