ومنهن فائزة باعها تنظيم "داعش" الإرهابي بـ17 ألف دولار أمريكي — المبلغ الذي جمع بصعوبة من قبل الناشطين الايزيديين وعبر مكتب تحرير وإنقاذ المختطفات والمختطفين، قبل وقت قصير، لتعود بعد رحلة شاقة من سوريا — إلى مخيمات النازحين في إقليم كردستان العراق، وتلقي ذويها بعد أن كبرت وتغيرت ملامحها وذبلت من هول ما رأت من رعب إثر الدواعش، وفراق دمر طفولتها.
ويقول الناشط الايزيدي العراقي، علي حسين الخانصوري، وهو أحد أبرز الناشطين في متابعة وتحرير المختطفات من أبناء جلدته، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق،: "مثلما تعرفين، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، لديه سوق النخاسة يبيع فيه المختطفات الايزيديات وهن معروضات للبيع، بينهن من يتم شرائهن، وقسم منهن يتم تهريبهن — وحتى الذين يهربونهن يختطفونهن ويأخذون أموال من ذويهن مقابل تحريرهن".
— زوجة عمي، وأطفالها الخمسة، من مجمع التأميم في ناحية خانصور "التابعة لقضاء سنجار "نحو 80 كلم مربع غربي الموصل شمال العراق"، دفعنا مقابل تحريرهم من قبضة "داعش" الإرهابي، "خمسة دفاتر" (50 ألف دولار أمريكي).
وتحررت الأم وأطفالها الخمسة، بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، من سوق نخاسة "داعش" الإرهابي في الرقة السورية.
هيفاء
وفتاة أخرى تدعى "هيفاء" أيضا ً من ناحية خانصور، تم تحريرها من داخل الرقة، وعادت إلى ذويها في السادس من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، مقابل (160 ورقة) يعني 16 ألف دولار قبضها السماسرة بالإنصاف مع الدواعش الذين كانوا في أوج ارتباكهم وهلعهم خلال التاريخ المذكور كون عمليات تحرير الموصل من سطوتهم كانت منطلقة قبل شهرين في أكتوبر العام نفسه.
وكشف الخانصوري، بالإشارة إلى أن هيفاء تنحدر أيضا ً من مجمع التأميم، وأمها وإخوانها الأربعة مختطفين لدى "داعش"، وكذلك عائلات عمها وعمتها وخالتها كلهم مختطفين.
شقيقتان
في 22 من مارس/آذار العام الحالي، تحررت الفتاتان سوسن وشيرين وهما شقيقتان من قرية تل قصب "جنوب شرق قضاء سنجار الذي شهد إبادة المكون الايزيدي على يد "داعش" الإرهابي.
ونوه الخانصوري، إلى أن المبلغ الذي تم دفعه لتحرير الفتاتين، بلغ قدره (دفترين و20 ورقة) 22 ألف دولار أمريكي.
هددوها بتفجيرها
وتابع الخانصوري، أن الطفلة فائزة وهي من قرية سيباي، جنوب سنجار، حتى الآن مازال تسعة من أفراد عائلتها مختطفين لدى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكانت "فائزة" لدى أحد "الدواعش"، تعمل خادمة له في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا، وانتهى استعبادها وعادت إلى بلادها العراق، في 21 يونيو/حزيران الماضي.
وفي ختام حديثه لنا، أخبرنا الناشط الايزيدي، بأن عدد المختطفات الايزيديات، اللواتي تم شرائهن من قبل ذويهن من قبضة "داعش"، وصل إلى 1700 فتاة وامرأة مقابل أموال طائلة جزء كبير منها يحصل عليها التنظيم بوساطة سماسرة وتجار رقيق.
وعثرت القوات العراقية حتى الخميس 13 يوليو/تموز، على عشرات الأطفال والنساء المختطفات "السبايا"، خلال عمليات تطهير المدينة القديمة للموصل، مركز نينوى، بعد تحريرها بالكامل من قبضة "داعش" الإرهابي، في العاشر من الشهر الجاري.
وفي المدينة القديمة للساحل الأيمن من مدينة الموصل، تم تحرير نحو 15 طفلاً، و15 فتاة وامرأة ايزيديين، بعدما كانوا رهائن استخدمهم تنظيم "داعش" كدروع بشرية بعدما قربت نهايته في المدينة، بعد سنوات من الاستعباد الجنسي والتعذيب والقتل.
وتأتي الأسعار المرتفعة مقابل عتق رقاب المختطفين الايزيدين وبينهم غالبية من النساء والأطفال والذين يقدر عددهم بنحو خمسة آلاف مختطف، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم "داعش" بفقدانه لأغلب مناطق سيطرته في العراق، وما تبقى له سوى أقضية "تلعفر، الحويجة، شمالا ً"، و"راوة، وعانة، والقائم غربا ً"، وتدهور أموره الاقتصادية من سرقة النفط العراقي والآثار والأتاوات.