ويعود تاريخ الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" إلى عام 2007، بعد سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة بالقوة، بعد أحداث دامية استمرت عدة أيام.
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن اعتبر أن نداء ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة "حماس" بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وتسليم المقرات الحكومية لحكومة الوفاق، فرصة تاريخية أمام حركة "حماس" لإنهاء الانقسام.
وتساءل محيسن في حديثه لـ"سبوتنيك"، "إذا لم توحدنا القدس فما الذي سيوحدنا؟"، مؤكداً ضرورة حل اللجنة الإدارية في غزة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، يتم بعدها إجراء الانتخابات التي تشارك فيها جميع الأطراف دون إقصاء.
وأضاف، "الخلاف مع حماس كان خلاف سياسي، وبعد الوثيقة التي أصدرتها الحركة مؤخراً تبين أنها تنسجم مع البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لذلك لم يعد هناك خلافاً حول البرامج السياسية، وما تبقى هو ضرورة وجود نوايا لدى حماس لإنهاء الانقسام".
وبالحديث عن الحراك الفلسطيني ضد الإجراءات الإسرائيلية في القدس قال محيسن، "لن نتوقف عن فعاليتنا وعن مواجهة الخطة الاسرائيلية الخبيثة، لأن إجراءات إسرائيل في القدس تمس العقيدة والشرف وكرامة الشعب الفلسطيني، وتكشف عن النوايا المبيتة تجاه القدس عامة وليس فقط المسجد الأقصى".
وشدد على عدم وجود دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها، مشيراً إلى أن الصراع سيتصاعد في الفترة القادمة إذا لم تتراجع السلطات الإسرائيلية عن سياساتها وإجراءتها ضد القدس والأقصى.
وتشهد مدينة القدس ومدن وقرى الضفة الغربية مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، بسبب الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، خاصة بعد تركيب البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى.
من جانبه أكد المتحدث باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، أن قضية القدس والإجراءات الإسرائيلية في الأقصى وحدت الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وداخل مناطق 48 والشتات ضد إسرائيل.
وقال القانوع في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "المطلوب هو الترجمة العملية لوحدة الشعب بعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير، لتبني خيار الشعب والموقف الموحد، فالعدو الحقيقي لشعبنا في كل أماكن تواجده هو الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت إلى أن هذا الوقت يعتبر الأفضل لتبني استراتيجية موحدة للدفاع عن أبناء الشعب وإنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن حركته أصدرت بياناً أكدت فيه استعدادها للتعاون من أجل إنهاء الانقسام.
وأضاف، "التقت الحركة مع الفصائل خلال الأيام الماضية، وتم طرح موضوع المصالحة الفلسطينية من أجل العمل على إنجازه، فنحن جاهزون ومستعدون لذلك".
وفي سياق منفصل، أوضح القانوع أن المعركة في القدس ومن أجلها مفتوحة وماضية، والهبات الشعبية تتصاعد، وليس أمام إسرائيل إلا التراجع عن إجراءاتها في القدس والأقصى.
وتابع، "شعبنا مصر على إنهاء الإجراءات الإسرائيلية، والفصائل تقود الشعب حتى إرغام الاحتلال على التراجع عن إجراءاته القمعية والعدوانية في المسجد الأقصى، ولن نسمح بتمرير مخططات الاحتلال في السيطرة السياسية الأمنية على المسجد الأقصى المبارك، والعمل على تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً".
من جهته استعبد المحلل السياسي طلال عوكل أن يكون ملف القدس والإجراءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى قادراً على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وقال عوكل في حديثه لـ"سبوتنيك"، "مع الأسف حتى الآن مر على بداية الأحداث أكثر من 10 أيام، وليس هناك أي خطوات عملية للتوحد حول ملف القدس"، مبيناً أن كل ما يصدر عن أطراف الانقسام هو الكلام المكرر والمشروط.
وأضاف، "لا أظن أن هناك فرصة لتجاوز ملف الانقسام، لأن الحسابات لدى الطرفين والخيارات مختلفة، ولو كان هناك إمكانية للتوحد حول قضية وطنية وإنهاء الانقسام، لتوحدوا حول موضوع إضراب الأسرى الماضي".
وأكد أن الملف الفلسطيني بما فيه الانقسام لا يمكن أن يُقرأ إلا في إطار إقليمي، فالتطورات في الملف الفلسطيني الداخلي مرتبطة بشكل وثيق بالتطورات الإقليمية.
وتابع، "وحدة الحال الفلسطيني تحتاج إلى منتصر ومهزوم، وهذا أيضاً مرتبط بالأحداث الإقليمية التي يمكنها رفع طرف على حساب طرف آخر".