ولفت إلى أن هناك من اعتبر سلاح "جبهة النصرة" شريفا، فيما سلاح المقاومة "فئوي" وتابع لأجندات خارجية..!!، ويعرفون جيدا أن خروج عرسال من أيديهم، وأيدي "الصديق أبو مالك التلي"، يعني الكثير سياسيا وميدانيا في الحرب الدائرة للسيطرة على المنطقة بأكملها. على حد وصف حسن.
وبيّن أن هؤلاء ينقسمون بين سياسيين يستغلون موقعهم الحكومي لمنع الجيش اللبناني من القيام بدوره وواجبه في تحرير أرضه، وبين "مثقفين" يستغلون موقعهم المعنوي في التنظير لبقاء الجيب الإرهابي، مستخدمين "عدتهم" النظرية والفكرية وحججهم الإنسانية الطابع، التي للمصادفة لا تستخدم إلا دفاعا عن الإرهاب، فيصبح استئصاله عملا مشبوها، والمقاومون له دعاة "لوطنية الكراهية".
وأضاف الكاتب حسن: الحال إن هذه الأصوات "المثقفة" تندرج ضمن تيارين اثنين: الأول فوضوي يؤمن، ولو من منطلقات نظرية معاكسة لمنطلقات "كوندوليزا رايس"، بنظرية الفوضى الخلاقة التي سيخرج منها شرق أوسط جديد، وأغلب هؤلاء ينظّر لأفكاره من فنادق فارهة في الخارج أو من منزله الآمن في الداخل السوري أو اللبناني تاركا مهمة التنفيذ لغيره، والثاني يدور في فلك الليبرالية الوهابية حيث دارت، ليس إيمانا بمنطلقاتها النظرية أو انبهارا بمنجزاتها التنويرية، بل سعيا خلف "حقائب الدولارات" التي تمنعه "أدبياً" من الاعتراف بضرورة "الحزم" إلا ضد اليمن الشقيق، أو ضد من تقرّر الحكومات في الخليج أن الثأر منه ضرورة دينية ومصيرية. وهو مثقف يعلن، دون خجل، أن المقاومة انتهت "موضتها".
وبين حسن أن غيرة هذا "المثقف"، ليست على عرسال ببعدها الجغرافي والبشري اللبناني الوطني، أو بعدها الإنساني العالمي المتأطر بإعلان حقوق الإنسان الشهير، فهو لم يفه بكلمة واحدة خلال السنوات العجاف من حكم "النصرة" و"داعش" للمنطقة وأهلها، بل على المدينة و"جرودها" ببعدها الجيوسياسي من حيث كونها إحدى البوابات المبكرة للحرب على سوريا التي نظّروا لها تحت غطاء الحليب والبطانيات.
واعتبر الكاتب أنه إذا كان هذا كلام "مثقف البترودولار"، فإن للمقاوم كلام آخر وقرار معلن يصدره من جرود عرسال اليوم، فكما كان لـ"حلب" مثلاً وظيفة معينة في حقبة محددة من الحرب وقد انتهت بتحريرها، فإن تحرير جرود عرسال يعني نهاية حقبة أخرى، الأمر الذي لن يترك لهذا "المثقف" سوى صفحات النفط الصفراء، وشاشات الإعلام "العربية"، كي يبكي هزيمته الجديدة، ولكنه وهو يفعل ذلك يعلن أيضا تقديم أوراق اعتماده للمشاركة في أي فتنة أخرى قادمة، لأن التنافس على البترودولار أصبح شرسا في ظل كثرة الطامحين والقلة المستجدة للأموال التي لم يترك ترامب منها الكثير.