وقال هنية في رسالة موجهة للقادة نشرها الموقع الرسمي للحركة، اليوم الأربعاء، إن "المسجد الأقصى المبارك يستصرخ ضمائركم ونخوتكم، فلا يمكن السكوت عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لفرض واقع جديد على الأقصى، يتحول فيه الاحتلال إلى المتحكم بمصير المسجد".
وأوضح أنه قد آن الأوان للعمل على تفعيل وتعزيز صمود أهل القدس الذين يدافعون عن مقدسات الأمة، مذكراً بأن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي أصدرتا العديد من القرارات الداعمة للقدس والأقصى.
وأضاف، "الاعتداءات لم يشهد لها المسجد مثيلاً منذ احتلاله قبل نحو 50 عاماً، والاحتلال الإسرائيلي عازم أكثر من أي وقت مضى على تنفيذ خطته بإطباق سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى، وفرض تقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود، وتكريس نفسه كمرجعية وحيدة لإدارة شؤون المسجد في مقابل تحجيم الدور التاريخي لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الجهة الوحيدة والحصرية المعنية بإدارة شؤون المسجد".
وأشار رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن السلطات الإسرائيلية أقدمت على إغلاق المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة في 14 تموز، ولا يزال المسجد مغلقاً بسبب تعنتها ونصبها لبوابات إلكترونية على أبواب الأقصى؛ لتشديد قبضتها، وتعزيز سيطرتها وتحكمها في حركة الدخول والخروج من المسجد، مؤكداً أن "هذا اعتداء صارخ على قدسية مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وشقيق الحرمين الشريفين".
ولفت إلى أن الحكومات العربية والإسلامية تمتلك الكثير من أوراق القوة الدبلوماسية والقانونية والجماهيرية والإعلامية، مضيفاً "ما أحوج المسجد الأقصى اليوم إلى تفعيل هذه الأوراق للضغط على الاحتلال في كل المحافل والمناسبات، ولا أقل من دعم كل الجهود لمقاطعته وعزله وملاحقته ومحاسبته على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا".
وتابع، "إن شعوب الأمة العربية والإسلامية قد برهنت أن عروقها لا تزال تنبض بحب الأقصى، فانطلقت الفعاليات والمواقف في أكثر من بلد في أمتنا، ونتوقع من حكومات أمتنا أن تستثمر حالة التعاطف الشعبية مع الأقصى لتسطير مواقف تنسجم مع مطالب شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية والإسلامية والتي تتلخص بإجبار الاحتلال الإسرائيلي على رفع يده نهائياً عن المسجد الأقصى".
وأردف هنية، "إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لدفع الاحتلال إلى وقف اعتداءاته على الأقصى، وعدم التدخل في شؤونه عبر تكامل الجهود الرسمية والشعبية الضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد هنية في ختام رسالته إلى الزعماء والقادة العرب أن الشعب الفلسطيني ومعه أبناء الأمة يرفضون أي إجراءات إسرائيلية تنتقص من السيادة الإسلامية الحصرية على الأقصى، وينظرون بعين الأمل والثقة إلى دور قادة الأمة الذي له تأثير كبير في معركة الدفاع عن الأقصى، مشدداً على أن التاريخ سيسجل مواقفهم الداعمة للأقصى، ولصمود الشعب الفلسطيني.