اختار طلاب معهد الفنون الجميلة الكائن في منطقة المجموعة الثقافية أحد أجمل أحياء الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، قرب معهد المعلمين، أن يوجهوا رسالة إلى العالم، بمسرحية تعكس مستقبل المتوقف وطموحهم بإعادة الحياة لمعهدهم المتضرر بعدما كان مقرا لـ"داعش" آبان سطوته خلال ثلاثة أعوام.
وثقت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، لقطات من المسرحية التي أقامها طلاب المعهد، اليوم الخميس 27 يوليو/ تموز، وسط الأنقاض الناجمة عن قصف للتحالف الدولي ضد الإرهاب في وقت سابق.
المشهد الأول…
يقف أمير "الدواعش"، يضع تاجا ذهبيا ورداء أسودا — يشبه عباءة "بات مان" الرجل الوطواط الخيالي وعذرا له على المقارنة كونه قطب الخير في العالم الافتراضي.
ويتحكم الداعشي بعدما يخلع أشيائه الثمينة من تاج ورداء حريري، بعناصره الذين ظهروا في المسرحية بوجوه "مصخمة" أي ملوثة بـالفحم وملابس سوداء كالتي كان يلبسها الدواعش ضمن أزيائهم القندهارية، في الموصل منذ اليوم الأول الذي استولوا فيه عليها منتصف عام 2014، حتى الخلاص منهم بمعركة حسمتها القوات العراقية في العاشر من الشهر الجاري.
المشهد الثاني…
يدخل طلاب المعهد بثياب مدنية، بينهم القراء، والعازفون على الآلات الموسيقية، مع فناني النحت على الفخار، باحة إحدى الصفوف، حيث يقف أمير الدواعش يبث الشر ويلقن عناصره على تدمير كل ما هو جميل.
وتتطور أحداث المسرحية، بهجوم الدواعش على آلات الموسيقى وتحطيمها، وتمزيق وإحراق الكتب التي يحملها القراء، ويجردون النحات من أدواته، وهو ما حصل حقيقة في الموصل، في الأيام الأولى من إعلان التنظيم الإرهابي لخلافته الدموية التي حرمت كل شيء واعتبر الموسيقى والفنون من الكبائر والآثام.
المشهد الثالث…
من خلف ستار وضعه ممثلو المسرحية، يخرج أشخاص يرتدون الثياب البيضاء، هم القوات الأمنية، يحصلون على تعاون واتحاد مع المدنيين والطلاب الذين عنفهم التنظيم ومزق أحلامهم بالقراءة والعزف والرسم وتشكيل التماثيل، ويتغلبون على الأمير وزمرته.
وجملت المسرحة نهايتها، بظهور النور، بعد الخلاص من "داعش" بقتال القوات العراقية التي حررت المدنيين من قبضة التنظيم، واستعادة الأرض في معارك انطلقت منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وحسمت في الشهر الجاري، ومازالت تواصل عمليات تطهير لتنظيف الساحل الأيمن للمدينة من المخلفات الإرهابية.
رسالة إلى العالم
تحدث أحد الحاضرين من بين جمهور المسرحية، ويدعى مهند الحجيات، لمراسلتنا، قائلاً:
إن الرسالة التي أراد الممثلون إيصالها إلى الرأي العام، هي الالتفات للمعهد المغلق حاليا كونه مهدم وعبارة عن خراب، وإعادة الحياة إليه بترميمه وإزالة الأنقاض منه، لأن المدينة تخلصت من ظلام وسيطرة "داعش" الإرهابي.
وذكر الحجيات، أن تنظيم "داعش" الإرهابي اتخذ مبنى المعهد مقرا له، عندما استولى على الموصل، ومنع كل الفنون معتبرا إياها من المحرمات.
ونوه الحجيات في ختام كلامه، إلى أن المعهد تعرض للقصف مرتين من قبل طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، بغضون أسبوع واحد فقط، في بدايات عام 2015، أما في شهر أبريل/ نيسان، أو مايو/ أيار.