وكانت نقطة الانطلاق، من بلدة "يونين" البقاعية، حيث توجه الإعلاميون تجاه "جرود عرسال" التي كانت تشهد قبل أيام قليلة أقوى معارك حزب الله.
واستغرقت الرحلة نحو ساعة ونصف الساعة للوصول إلى موقع "القرية" الاستراتيجي، والذي سقط بيد حزب الله بعد معارك عنيفة.
وقال مصدر أمني من حزب الله لـ"سبوتنيك": تلة القريّة التي تقع مقابل موقع رأس السرج، الذي يسيطر عليه الجيش اللبناني، لها أهمية إستراتيجية كبرى نظرا لأنها تحمي ظهر الجيش اللبناني لا سيما من قبل تنظيم داعش الإرهابي المتواجد في مرتفعين مطلين على الموقع".
وتابع قائلا "موقع القرّية هو من آخر المواقع التي سيطر عليها حزب الله وهو يطل أيضا على منطقتي وادي حميّد والملاهي، التي يتواجد فيها ما تبقى من عناصر جبهة النصرة".
ويضيف المصدر الأمني على أنه سقط في موقع القرّية العديد من القتلى لجبهة النصرة، وأن حزب الله يختفظ بعدد من هذه الجثث.
كافة المناطق في جرود عرسال تشبه بعضها البعض، هي عبارة عن تلال ووديان متراصة على شكل أمواج عالية، بحيث لا قدرة لأي شخص على التنقل بينها ما لم يكن على دراية وعلم كاف بالطبيعة الجغرافية للمنطقة، وبالتالي فإن دراسة حزب الله لكافة المواقع الواقعة في جرود عرسال سهّل على عناصره سرعة التحرك وشنّ الهجمات على مواقع النصرة، ومن ثم حسم المعركة في غضون أيام قليلة، بحسب ما أشار المصدر الأمني.
وأظهرت اللقطات التي نقلتها "سبوتنيك أن موقع القريّة أيضا يختلط عبق أشجار المشمش برائحة البارود، بعد أن عثر عناصر حزب الله في المكان على كميات من الذخائر والعبوات إضافة الى سيارات مفخخة معدة للتفجير.
وعلى هذه التلة رفع مقاتلو حزب الله صور لشهداء الجيش اللبناني الذين قتلو على يد تنطيم "جبهة النصرة" الإرهابي، وبحسب المصدر الأمني فإن معركة الجرود، تأتي للثأر ممن قتلوا عناصر الجيش اللبناني.
ومن العوامل التي سهّلت النصر السريع لحزب الله أيضا، يقول المصدر الأمني "إن أحد العوامل هو الاقتتال المتواصل ما بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، لا سيما بعد طلب الأخير مبايعة أمير النصرة أبو مالك التلي لداعش ورفضه للأمر".
واستطرد، قائلا "نحن قمنا برصد واستهداف أمير النصرة أكثر من مرة، لكنه تمكن من النجاة في كل محاولة، اليوم لا مفر أمام أبو مالك التلي، فإما عليه أن يستسلم أو أن مصيره سيكون القتل".
لم تنته المعارك تماما في الجرود، تسمع بين الحين والآخر أصوات القذائف وزخات الرصاص لا سيما في منطقتي وادي حميّد والملاهي.
وخلال خروجنا من تلة القرية يفاجئنا رتل من المجنزرات العسكرية عليها عناصر من حزب الله تسير بجانبنا، ومن ثم تختفي في التلال والوديان المجاورة، لكن يمكن الاستنتاج من أجواء الجرود بعد أن قضينا نهارا كاملا فيها أن حزب الله حسم المعركة ولا أمل للمجموعات المسلحة الأخرى من مواصلة القتال.
وقال المصدر الأمني "إن حزب الله كان دقيقا جدا في عملياته العسكرية ونفذها بإحكام شديد، لأن طبيعة الأرض صعبة للغاية وكفيلة بأن تلحق الهزائم بجيوش كاملة، لذا فإن الخطأ بالنسبة لنا كان ممنوعا".