وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تقارير، سبق ونشرت الأسبوع الماضي، كشفت عن تفاصيل صفقة أسلحة بقيمة 100 مليون دولار أبرمتها كوريا الشمالية مع شركة إماراتية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن، التي تخشى كثيرا من برنامج بيونغ يانغ النووي.
كما أشارت إلى أن تقارير صفقة الأسلحة يبدو أنها جاءت ردا على ادعاءات أخرى نشرت في موقع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، والتي تشير إلى إقامة قطر علاقات قوية مع كوريا الشمالية، من خلال توظيفها لعمال مهاجرين من بيونغ يانغ للمساعدة في بناء مرافق كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامته في الدوحة عام 2022.
وتستهدف كافة التقارير، بحسب الصحيفة، التأثير على الوسيط الأمريكي، بحيث يميل للكفة الأخرى، خاصة بعد إدراك الطرفين أن اللعب بورقة كوريا الشمالية مضمون بسبب العداء الواضح بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وتابعت، قائلة
"على الأقل هناك جزء من الحقيقة صحيح في كلا الادعاءين، سواء تشغيل عمالة من كوريا الشمالية أو صفقة الأسلحة التي تمت عام 2015، وتم تسريب معلوماتها من بريد إلكتروني رسمي خاص بالسفير الإماراتي في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة".
Analysis | The strange role North Korea is playing in the Persian Gulf crisis https://t.co/1gDk75JAUF
— Sohel Bahjat (@realsohelbahjat) July 28, 2017
انقسام أمريكي
وأدت تلك التقارير، والقول لـ"واشنطن بوست"، إلى حدوث انقسام داخل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول كيفية التعامل مع الأزمة.
وأضافت "نجحت تلك التقارير أيضا في إحداث انقسام واسع في آراء الكونغرس الأمريكي والمشرعين".
ونقلت الصحيفة عن كريستيان أولريكسن، الخبير في شؤون الخليج العربي بمعهد "بيكر" للسياسات العامة، قوله "الهدف الرئيسي لتلك الحملة الإعلامية لجميع الأطراف هو كسب القلوب والعقول في البيت الأبيض والكونغرس، ولهذا نرى أن انتشار القصص يضمن صدى أقوى بين صناع القرار".
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الصلة بين الصراع الدائر في الخليج وصفقات الأسلحة لكوريا الشمالية، ليس محض الصدفة، بل هو مدبر للتأثير على الإدارة الأمريكية.
وقال ثيودور كاراسيك، المستشار في معهد "تحليلات دول الخليج" بواشنطن "يجب وضع تلك التقارير في سياق حرب المعلومات، ولكن في الوقت نفسه الأمر المتعلق بهذه النقطة خطير للغاية".
ونقلت الصحيفة عن أندريا بيرغر، الباحث في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية، قوله "من الممكن أن تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة أو قطر رداً مماثلاً من الولايات المتحدة إذا ثبتت صحة تلك التقارير".
وتابع، قائلا "يمكن لواشنطن أن تطلق أعيرة تحذيرية من خلال فرض عقوبات على أفراد أو شركات أخرى في المنطقة يقومون بخرق العقوبات الأمريكية أو الدولية المفروضة على كوريا الشمالية".
وأضاف "الولايات المتحدة قد تلجأ أيضا للتهديد من وراء الكواليس بعقوبات أشد، إذا لم يتم التعاطي مع تلك التحذيرات بسرعة فائقة".
واختتمت واشنطن بوست
"لكن قد تنظر الولايات المتحدة إلى تلك الأزمة بصورة أوسع نطاقا، حيث أن دولة الكويت مثلا تتمتع بعلاقات اقتصادية قوية مع كوريا الشمالية، لكن الكويت دوما ما تنأى بنفسها عن الصراع الدائر، وتعد حليفا هاما للولايات المتحدة في المنطقة، وهي ما قد يجعلها تغض الطرف عن تلك التقارير، حتى لا تلجأ لخسارة حليف مثل الكويت".