وكانت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت، السبت، مقر شركة "بال ميديا" في برج فلسطين بمدينة رام الله، وعبثت بمقتنيات الشركة وخلعت أبواب المقر.
وتزود شركة "بال ميديا" القناة الروسية "RT"، وعدة قنوات عربية ومحلية أخرى، بالخدمات الإعلامية.
واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر شركة "بال ميديا"، وخلع أبوابها ومحاولة سرقة مواد إعلامية منها، "قرصنة وامتداداً للحملة الإسرائيلية المسعورة ضد المؤسسات الصحفية".
وقالت الوزارة في بيان صحفي تلقت "سبوتنيك" نسخة عنه، إن استهداف الشركة، يثبت أن إسرائيل تسعى لحجب الصورة، وقطع الطريق على حراس الحقيقة أمام مواصلة دورهم الإعلامي والوطني والأخلاقي في نقل رسالة الحرية المنشودة للشعب الفلسطيني.
ودعت الوزارة الاتحاد الدولي للصحفيين وكافة الأطر المعنية بحرية الرأي والتعبير، والمدافعة عن الإعلاميين إلى التحرك الفوري، وعدم انتظار المزيد من الاعتداءات الإسرائيلية.
وطالبت المجلس الدولي بتنفيذ قراره (2222) الخاص بتوفير الحماية للصحفيين، "والبدء بمقاضاة إسرائيل على خرقها المتكرر للقوانين الدولية، وجرائمها المستمرة وعدوانها المتلاحق على الإعلاميين الفلسطينيين".
من جانبه قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين موسى الشاعر، أن الإجراءات الإسرائيلية الحالية هي اعتداءات ممنهجة ومتواصلة ضد وسائل الإعلام والإعلاميين الفلسطينيين.
وقال الشاعر في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن الإجراءات الإسرائيلية ضد وسائل الإعلام والإعلاميين تتصاعد في هذه الفترة كرد على موقف وسائل الإعلام والجهد الذي بذلته خلال هبة المسجد الأقصى، والتي تم خلالها التضييق على المسجد الأقصى والمصليين، وتركيب البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية.
وأضاف، "كان هناك دور واضح لوسائل الاعلام في فضح الممارسات الإسرائيلية في القدس خلال الفترة الماضية، ومكتب "بال ميديا" عملياً هو أحد المكاتب المزودة للخدمات الإعلامية للكثير من وسائل الإعلام، وهذا أمر يبدو أنه أزعج السلطات الإسرائيلية، حيث تُرجم هذا الانزعاج باقتحام المكتب وتدمير محتوياته، في محاولة لحجب الصوت الفلسطيني".
وتابع، "نحن كنقابة صحفيين نراسل كل المؤسسات الدولية ومن بينها الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين الأوروبي، واتحاد الصحفيين العرب، وكل المؤسسات التي لها علاقة بحرية الإعلام وحماية وسائل الإعلام والصحفيين، وأيضاً سيكون لنا وقفة احتجاج ضد هذه الممارسات".
وأكد أن ما حدث من اقتحام لمكتب "بال ميديا" هو استمرار للاعتداءات التي تمت على الصحفيين وخاصة الصحفيين المقدسيين خلال الفترة الأخيرة، أثناء تغطيتهم للفعاليات المنددة بالإجراءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، مشيراً إلى تعرض العديد من الصحفيين للضرب والإصابة والمضايقة والمنع من التغطية في العديد من المناطق في مدينة القدس.
وسجلت نقابة الصحفيين عشرات الإعتداءات الإسرائيلية على وسائل الإعلام والإعلاميين منذ مطلع العام الجاري، تمثلث في اقتحام عدداً من المقرات التابعة لوسائل إعلام فلسطينية وعربية ودولية، إضافة للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين في ميدان العمل.
من جهته، أدانت لجنة دعم الصحفيين بشدة قيام القوات الإسرائيلية باقتحام العديد من المكاتب الاعلامية الفلسطينية والعربية والدولية العاملة في الضفة، ومنها "الميادين" و"المنار" و" روسيا اليوم" و "فرانس 24" و "القدس" و""BBC وتفتيش وتخريب محتوياتها.
وقالت اللجنة في بيان صحفي تلقت "سبوتنيك" نسخة عنه، "لقد داهمت قوات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، شركة بال ميديا الإعلامية الواقعة وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية، وحجبت كاميرات المراقبة منعاً لتوثيق ممارساتهم خلال عملية التفتيش التي تخلّلها العبث بمحتويات المكاتب الإعلامية وتخريبها وسرقة ومصادرة محتوياتها بعد تفجير أبوابها ومصادرة ستة هارديسكات من كمبيوترات تعود لفضائية القدس".
واعتبرت اللجنة أن ما جرى "قرصنة إعلامية وجريمة يحاسب عليها القانون الدولي"، مطالبةً المؤسسات الدولية بضرورة التدخل لوقف "حالة التغول على الإعلام الفلسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي".
وطالبت اللجنة بضرورة توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للتنكيل والاعتداءات المستمرة والممنهجة من قبل القوات الإسرائيلة.