منوها في الوقت نفسه، أنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار الخطوات التي اتخذتها أنقرة لتعزيز الأمن والاستقرار في السنوات الأخيرة "غيرت طبيعة تحالفها مع البلدان الغربية".
وأضاف: يطالب السياسيون الألمان بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، كما أن رئيس الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أعرب عن قلقه إزاء صفقة صواريخ إس — 400 التي عقدتها تركيا مع روسيا.
وأكد دوران بحسب "ترك برس" أنه قبل انتخابات 2019 في تركيا، سيضطر هذا البلد لمواجهة التحديات المحلية والدولية… ويبدو أن هناك بعض الحكومات التي تريد ببساطة استمرار فترة الاضطراب التي بدأت في عام 2013. وفي الواقع، يبدو أنهم يرسون الأسس لمعركة عامين حول الرئاسة التركية.
كما تنبأ الكاتب بأن تركيا ستواجه تحديات في أربعة مجالات، الأول فيما يتعلق بأعقاب 15 تموز/ يوليو ومحاكمات مجموعة غولن بتهمة الإرهاب، والثاني يتمثل بوجود حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا والعراق. والمجال الثالث بمسألة اللاجئين السوريين. وأخيرا "الانتقال القانوني إلى النظام الرئاسي".
وألمح دوران إلى أنه "لكي نكون واضحين… كل ما سبق يمكن أن يضع الاستقرار الداخلي في تركيا، والنمو الاقتصادي والعلاقات في خطر مع الغرب."
وقال:
هناك حقيقة تحولت إلى مشكلة خطيرة وهي أن الحكومات الغربية ترغب في أن ترى معركة تركيا ضد مجموعة غولن وحزب العمال الكردستاني وجبهة التحرير الثورية كمسألة حرية التعبير وانتهاكات حقوق الإنسان بدلا من مكافحة الإرهاب.
وعن التحدي الثاني قال دوران: يتعلق هذا باحتمال تحول وجود حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق إلى عمل استفزازي في تركيا. وبعد الحصول على مشورة من الولايات المتحدة، حليف تركيا، لإعادة تسمية نفسها القوات الديمقراطية السورية، يجب أن نؤخذ في الاعتبار استجابة حزب العمال الكردستاني المحتملة لهجمات على عفرين وأماكن في تركيا والعواصم الأوروبية.
على تركيا إرساء الأساس على المستويين المحلي والإقليمي للأزمات الجديدة مع واشنطن التي يمكن أن تنجم عن عمل عسكري تركي.
وينطوي التحدي الثالث على هجمات تركية ضد المجتمع السوري في تركيا. ومن أجل التصدي لهذا التهديد، من الضروري أن تتبنى تركيا سياسة متكاملة وأن تدير حساسيات العامة.
أما التحدي الرابع والأخير فهو يتعلق بإمكانية أن حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري سيختار نقل معارضته للانتقال إلى النظام الرئاسي في الشوارع.
وفي محاولة لمنع إعادة انتخاب أردوغان في عام 2019، يمكن للدوائر المذكورة أعلاه أن تسعى إلى تحريك أي من التحديات الأربعة مع أزمة اقتصادية. وفي ظل هذه الظروف، يجب أن تظل النخب السياسية في حالة تأهب لمثل هذه المخاطر.
وفي ختام مقالته اعتبر الكاتب دوران أن قيادة أردوغان القوية والوعي السياسي لمختلف الفئات الاجتماعية في تركيا ستكون القوة الدافعة وراء الجهود المبذولة للتغلب على التحديات المقبلة. ومع ذلك، لا يمكن لمؤسسات الشعب إلا وأن تتحلى بالتبصر الاستراتيجي والتنسيق والاستعداد.