فهل هذه التطورات فعلية وكيف للولايات المتحدة أن تتخلى بالفعل عن هذا المدخل الحيوي لها في جبهة الجنوب السورية الاستراتيجية والهامة جدا؟
وما هو في حقيقة الأمر المخطط الأمريكي من هذا التحول؟
ماهي وجهة الولايات المتحدة إنطلاقاً من هذه السلوكيات؟
هل هناك فخاً تنصبه الولايات المتحدة لسورية وحلفائها في هذه المنطقة ليمتدة المخطط إلى الضرب في غير منطقة؟
أسئلة وتساؤلات كثيرة تبحث لنفسها عن أجوبة في ظل هذا الجنون الأمريكي الذي يحيط الغموض بتحركاته الفعلية ونتائجه الممكنة، حول هذه التطورات وللإجابة عن هذه التساؤلات استضفنا في حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن.
يقول الدكتور حسن حسن:
لو لم يكن المنطق العلمي يسلم بأن الشمس تشرق من الشرق لكنت أقول أن الولايات المتحدة تقول أن الشمس تشرق من الغرب فهذا يعني أن وراء الأكمة ما ورائها، لا يمكن على الإطلاق لمن يريد أن يحتكم إلى مرتكزات التحليل السياسي والعسكري والاستراتيجي أن يفهم هذه التناقضات المتشابكة والمركبة في معظم المواقف الأمريكية ولكن إذا ما وسعنا دائرة بيكار الرؤية قليلاً يمكن الإنطلاق من حقيقة الأستراتيجية الأمريكية التي أعلن عنها رسمياً، هي أعلنت أنها تريد تفتيت منطقة الشرق الأوسط برمتها عبر نظريتين، نظرية الفوضى الخلاقة ونظرية الشرق الأوسط الجديد، مارست هذا العمل على أرض الواقع من خلال ما أسمته بالربيع العربي.
وتابع الخبير حسن قائلاً:
أستطيع القول أن واشنطن حققت على المستويين التكتيكي والعملياتي نجاحاً غير مسبوق في تاريخ الحروب، لم تخسر طلقة واحدة ولا قطرة دم واحدة لا بل على العكس عندما كانت تقترب من أي واقع اقتصادي غير سليم كان دوران عجلة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي ينقذ الوضع من خلال أموال الخليج، لذلك الآن يجب التوقف عند ما تريده الولايات المتحدة، ماذا يعني أن ترفع السقف؟ منذ أقل من شهرين رفعت ما تسميه خطوطاً حمراء وحذرت الجيش السوري من الاقتراب على مسافة محدة، أنا لا أتوقف على مسألة مسافة، على سبيل المثال خمسين كيلومترا أو خمسة وخمسين أو أقل أو أكثر.
إذاً أمام هذا التطور الجديد، هكذا يكون خوض الحروب وهكذا تقاد الأعمال النوعية على المستوى الاستراتيجي بفكر استراتيجي، لم يكن من الحكمة على الإطلاق الاصطدام المباشر مع الولايات المتحدة، مهما جرى هذه تبقى واشنطن، تبقى أمريكا، تبقى جبروت اقتصادي وعسكري. فكان في الوقت الذي رفعت فيه هذه الخطوط الحمراء قد تابع الجيش وحلفاؤه والقوى الرديفة التقدم باتجاه الشرق نحو الحدود السورية العراقية ووصلوها خلال ساعات.
وأردف الخبير حسن:
الاستراتيجية الأمريكية أصيبت في مقتل على المستوى الاستراتيجي عندما استطاعت سورية الصمود أمام هذا الواقع، لذا الولايات المتحدة تريد تدوير الزوايا، هي تريد التنف لتقيم كوريدور استراتيجي من التنف إلى البوكمال إلى الميادين إلى دير الزور إلى الرقة وصولاً إلى الحدود التركية، وبالتالي العمل على قطع شريان التواصل الأساسي ما بين القلب الذي يضخ فكر المقاومة ويد المقاومة في طهران، وما بين بقية الأقطاب في بغداد ودمشق والضاحية الجنوبية أو في القدس وغير أماكن، هذا المشروع أصيب بمقتل بوصول القوات السورية والقوات العراقية إلى الحدود، والكوريدور الثلاني الذي كانت الولايات المتحدة تعول عليه يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى طرابلس إلى عرسال إلى فليطة إلى قارة إلى القلمون الشرقي وصولاً إلى البادية أيضاً تم قطعه، فلماذا الولايات المتحدة لم تعلن ذلك قبل أسبوع لماذا الآن؟
وأضاف الخبير حسن:
في الختام أكد الخبير حسن:
أن الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من كل ماحققته فهو لايساوي شيئاً على أرض الواقع أمام الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش السوري وحلفاؤه مؤكداً أنه على المستوى الاستراتيجي ستكون خسارة الولايات المتحدة الأمريكية كارثية.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم