وركز الباحثون على ما يعرف بالتهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان (مرض دواعم السن) وهي التهابات خطيرة في الفم تسببها البكتيريا. ويمكن أن يمنع تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والخيوط الطبية التهابات اللثة وهو نوع بسيط من أمراض اللثة، لكن الحالات التي لا يتم علاجها قد تؤدي إلى تلف دائم في اللثة وعظام الفك.
ووجدت الدراسة أنه مقارنة بنساء لا يعانين من مشاكل صحة الفم، فالنساء اللواتي يشكين من التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان يزيد احتمال إصابتهن بمرض السرطان بنسبة 14 في المئة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وكان الخطر الأكبر يتمثل في سرطان المري، إذ تضاعفت احتمالات الإصابة به ثلاث مرات لدى النساء اللاتي يعانين من التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان. كما زادت احتمالات إصابتهن بأورام الرئة 31 في المئة وبأورام المرارة 73 في المئة وبسرطان الثدي 13 في المئة وبسرطان الجلد 23 في المئة.
وقالت جين واكتاوسكي ويندي، كبيرة الباحثين في الدراسة وعميدة كلية الصحة العامة بجامعة بافالو في نيويورك "نعرف أن التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان قد يسبب فقد الأسنان إذا لم يتم علاجه كما يرتبط بالسكري وأمراض مزمنة أخرى".
وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني "هنا وجدنا رابطة بالسرطان… ورغم أنها غير مؤكدة فالحفاظ على نظافة الفم قد تساعد في خفض احتمالات الإصابة بالسرطان".
وذكر الباحثون في دورية (كانسر إبديميولوجي آند بيوماركز آند بريفينشن) أن التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان يرتبط بعدة أنواع من السرطان في فترة ما بعد انقطاع الطمث حتى لدى النساء اللاتي لم يدخن مطلقا.
وكانت النساء المدخنات حاليا أو سابقا اللاتي يعانين من هذه الالتهابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنحو 20 في المئة.
وقالت واكتاوسكي ويندي، إنه في حين أن الأسباب الدقيقة للصلة بين أمراض اللثة والسرطان غير واضحة، فمن الممكن أن تنتقل البكتيريا من الفم لأجزاء أخرى من الجسم.
وأضافت أن البكتيريا تدمر الأنسجة الضامة بين الأسنان واللثة وتشكل جيوبا تسمح للعدوى بالاستمرار ثم في النهاية تدخل مجرى الدم. وبعدها تنتقل البكتيريا لمواقع أخرى وتسبب التهابات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.