من خلال شهادتها، عرفت أن "زينب" وهي من مواليد 1985، من الفتيات الشجاعات رغم ما مرت به مع بنات ونساء جلدتها في قرى وقضاء سنجار غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي بغداد، قالت لي:
"ما رأيناه وما حصل لنا على يد "داعش" لن ننساه أبداً، الدواعش لم يتركوا شيئاً لم يفعلوه بنا، اختطفونا سوية أنا وثلاث من شقيقاتي عدا اثنتين لأننا ست أخوات، وقريباتي ومنهن بنت عمي سيمون، وقعنا بيد "داعش".
ولكونها تجيد اللغة العربية، فضلها عناصر تنظيم "داعش" عن الأخريات اللواتي أكتفوا اغتصابهن وتعنيفهن بشكل يومي…وأضافت زينب وهي من قرية كوجو، "نقلني تنظيم "داعش" إلى قضاء تلعفر، ثم إلى الموصل، والرقة، عودة إلى العراق لقضائي هيت ورواة غربي الأنبار…أخذني عنصر بتنظيم "داعش" المدعو أبو جعفر، وهو من مدينة الموصل، تشاجرت معي زوجته وهددتني بالقتل في ظنها أنا أتيت لسرقة زوجها منها، رغم أنه هو المعتدي علي وكان يريدني أن "أتكشخ"، قالتها باللهجة العراقية والتي تعني التجمل والتزين، لكنها لم تكن تفعل ذلك له ولم تنجز كل ما يريد.
ونقلها أبو جعفر من مقر لتنظيم "داعش" في أحد المواقع السياحية في الموصل بقيت فيه 40 يوماً، إلى معقل للتنظيم في منطقة المجموعة الثقافية شمال المدينة، لكنها نقلت إلى سوريا لعدم رضوخها لطلبات الداعشي أبو جعفر الذي قال لها بنص العبارة بلهجة عراقية نقلتها زينب "أنتِ مو خوش أدمية" أي أنك إنسانة سيئة.
وأبو جعفر الإرهابي هو الوحيد الذي اعتدى جنسياً على زينب، وبسبب حالة نفسية أصيبت بها أسفرت عن توقف "الحيض" عندها، تصور الدواعش أنها مريضة بمرض خطير ولم يقربوها وإلا كانوا اعتدوا عليها مثل باقي المختطفات الإيزيديات، على حد كلامها.
وذكرت زينب "اعتدى عناصر تنظيم داعش جنسياً على فتيات إيزيديات صغيرات في سن العاشرة، وحتى بنت عمي سيمون التي حررت منتصف هذا الأسبوع من داخل الموصل، تعرضت للاغتصاب وهي بسن 12 عاما عندما وقعت سبية بيد التنظيم في 10 أغسطس.
ومثلها، فتيات ناجيات تحدثن لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، منذ السنة الأولى لإبادة الإيزيديين، وحتى العام الجاري الذي شهد تحرير الكثيرات من قبضة التنظيم من داخل الأراضي السورية ومن الموصل عقر خلافة الدواعش.
ونستذكر لكم من المحررات،
الطفلة "هيفاء" من ناحية خانصور، تم تحريرها من داخل الرقة، وعادت إلى ذويها في السادس من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، مقابل (160 ورقة) يعني 16 ألف دولار قبضها السماسرة بالإنصاف مع الدواعش الذين كانوا في أوج ارتباكهم وهلعهم خلال التاريخ المذكور كون عمليات تحرير الموصل من سطوتهم كانت منطلقة قبل شهرين في أكتوبر العام نفسه.
في 22 من مارس/آذار العام الحالي، تحررت الفتاتان سوسن وشيرين وهما شقيقتان من قرية تل قصب "جنوب شرق قضاء سنجار.
و"أم علي" المرأة الإيزيدية العراقية الخارقة، التي تحررت في أواخر سبتمبر/أيلول العام الماضي، مع أطفالها الثلاثة، من سيارة عتيقة رمت وراءها معاناة لم تعشها امرأة من قبل بيد تنظيم "داعش" الذي نقلها تحت العنف من معركة إلى أخرى للاستعباد الجنسي وخدمة عناصره وقادته في أراضي الجارة سوريا.
وغيرهن من الإيزيديات المختطفات اللواتي لم يحالفهن الحظ في الهرب والنجاة، ليقتلن بعبوات ناسفة ألغم بها تنظيم "داعش" الطرق المؤدية إلى الخلاص منه، وأخريات لقين مصرعهن بضربات لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب عند استهداف سيارات الدواعش.
وأحيت الإيزيديات الناجيات، من مختلف دول أوروبا التي لجأن إليها ومنها ألمانيا التي خصصت برنامج خاص لإنقاذهن وتأهيلهن نفسيا وصحيا، الذكرى السنوية الثالثة لإبادة ذويهن وإعدامهم ميدانيا رميا بالرصاص وذبحا، واقتيادهن سبايا وجاريات للاستبعاد الجنسي، على يد تنظيم "داعش" في مثل هذا اليوم.
وننشر لكم صورا خاصة من مواقع إحياء الإبادة التي حلت بالإيزيديين، ومنها في مدينة شتوتغارت الألمانية بحضور الإيزيدية الناجية، "نادية مراد" سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، وناجية أخرى هي لمياء بشار الحاصلة على جائزة ساخاروف.
واستذكرت الأمهات الإيزيديات في مخيم "جم مشكو" للنازحين لأبناء المكون، شمال غرب قضاء زاخو بإقليم كردستان العراق، ليلة سبي بناتهن واختطاف أبنائهن وأطفالهن وتغييب مصير الكثير منهم، وأيضا حرص ذوي الضحايا على إقامة مراسم حزنهم في مزار "شرفدين" الخاص بهم شمال جبال سنجار.