عن قرار "البنتاغون" بالانسحاب من قاعدة "التنف"، وهو ما أعلنته وسائل إعلام أمريكية، وتصريح ممثل قوات التحالف في سوريا، أمس الخميس، بعدم صحة تلك الأنباء؛
أجرت "سبوتنيك" لقاءات تحليلية لوضع القواعد الأمريكية العسكرية في "التنف"، خلال حلقة اليوم، الجمعة، من برنامج "بوضوح"، عن أهمية تلك المنطقة التي قال عنها الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد علي مقصود بأنها تمثل "رأس الحربة للمشروع الصهيوأمريكي، حسب وصفه — الذي يهدف لإقامة قاعدة أمريكية في "التنف"، وسط انتشار المجموعات المسلحة، لفتح الطريق أمام قوات التحالف إلى دير الزور.
وأضاف، "قوات التحالف كانت قد بدأت معركتها، باتجاه الرقة من الزاوية الشمالية"، وعن الهدف من وراء ذلك قال، "امتلاك الولايات المتحدة للأوراق التي تمكنها من تقسيم المنطقة".
وأوضح مقصود، أن آلية ذلك من خلال، قطع طريق التواصل بين العراق وسوريا بما يمثله من رصيف إقليمي، وطريق بري، رابط بين طهران، وصولا إلى دمشق، وبيروت، مرورا بـبغداد، في سياق سلسلة من القواعد العسكرية على هذا الشريط الممتد من الحدود الأردنية، وصولا إلى الرقة، لما تحويه تلك المنطقة من ثروات كامنة ومصادر للطاقة".
وأردف الخبير، "ونتيجة للتقدم العسكري الذي حققة الجيش السوري بدعم من روسيا قررت الولايات المتحدة إنشاء القاعدة في" التنف"، رغبة منها في السيطرة على المنطقة، ولإذعان الطرف الآخر لها"، في إشارة منه إلى الجيش السوري، والقوات الرديفة له وعلى رأسها روسيا.
أما وجهة النظر السياسية والتي تمثلت في رأي المحلل السياسي السوري، طالب إبراهيم، الذي رأى أن "التواجد الأمريكي في "التنف"، وغيرها لا يحظى بالغطاء القانوني والشرعي، بقرار من الكونغرس، على صعيد الداخل الأمريكي، ولا بقرار من الأمم المتحدة على الصعيد الدولي، ولا حتى على صعيد التوافق بينها وبين الحكومة السورية صاحبة السيادة على هذه الأرض".
وأردف، "وهو ما يعرض الولايات المتحدة للدخول في حرب مع الجيش السوري هي في غنى عنها، مما دفع العقلاء في الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار الانسحاب من "التنف" وهو قرار فيما يبدو سيطبق على جميع القواعد العسكرية الأمريكية وليس في "التنف" فقط".
فماهي نتائج إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة خاصة عقب تسليم عشرات المقاتلين من جماعة "جيش مغاوير الثورة" أنفسهم إلى الجيش السوري؟ وهل تستخدم واشنطن "التنف" كورقة رابحة للمساومة من جانبها على مناطق تخفيف التصعيد التي تؤسس لها موسكو في سوريا؟ وماذا عن الآراء القائلة بأن سقوط التنف يسقط، بنداً من أجندة التعاون بين وزارتي الدفاع الأمريكية والروسية؟
إعداد وتقديم: دارين مصطفى