وأضاف، أن قوات التحالف كانت قد بدأت معركتها، باتجاه الرقة من الزاوية الشمالية، وعن الهدف من وراء ذلك قال "امتلاك الولايات المتحدة للأوراق التي تمكنها من تقسيم المنطقة".
وأوضح مقصود، أن آلية ذلك من خلال، قطع طريق التواصل بين العراق وسوريا بما يمثله من رصيف إقليمي، وطريق بري، رابط بين طهران، وصولا إلى دمشق وبيروت، مرورا ببغداد، في سياق سلسلة من القواعد العسكرية على هذا الشريط الممتد من الحدود الأردنية، وصولا إلى الرقة، لما تحويه تلك المنطقة من ثروات كامنة ومصادر للطاقة".
واستطرد "العمليات العسكرية لم تكلف الولايات المتحدة دولارا واحدا، وذلك نتيجة استثمارها في الجماعات المسلحة في سوريا، من خلال تغيير مسمياتها من حين لآخر".
لكن حسم المعركة من خلال التقاء الجيشين العراقي والسوري، وانهيار السواتر الترابية على الحدود، إلى جانب التقدم الكبير للجيش السوري في البادية السورية نحو الشرق، بسيطرة الجيش السوري على مثلث "الرصافة"، و"قلعة الرصافة"، ومدينة الرصافة، رأى الخبير أن ذلك "انعكس على قاعدة "التنف"، بعدم الأهمية".
كما أنه عمل على "إفشال المخطط الأمريكي بترك بوابة الرقة الجنوبية كمعبر لهروب عناصر "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية"، استمرارا في تهديد أمن المنطقة، ومهاجمة مواقع الجيش المتقدمة عبر البادية السورية، خاصة في ريف حلب، الشرقي بالمحور الشمالي منها".
أما وجهة النظر السياسية التي تمثلت في رأي المحلل السياسي السوري، طالب إبراهيم، الذي رأى أن "التواجد الأمريكي في "التنف"، وغيرها لا يحظى بالغطاء القانوني والشرعي، بقرار من الكونغرس، على صعيد الداخل الأمريكي، ولا بقرار من الأمم المتحدة على الصعيد الدولي، ولا حتى على صعيد التوافق بينها وبين الحكومة السورية صاحبة السيادة على هذه الأرض".
وعن مناطق تخفيف التوتر، قال الخبير، إن "تلك المناطق صفقة رابحة للجميع، بما فيهم واشنطن"، من خلال التوافق بين الحكومة السورية وروسيا وإيران على إقامة تلك المناطق، تفعيلا للحل السياسي الذي فشلت الولايات المتحدة في إيجاده للأزمة السورية، وتجنبيا لـ واشنطن ويلات حرب هي في غنى عنها، كما أسلفنا بالذكر، كما أن "التواجد الأمريكي غيرالشرعي على الأراضي السورية قد يدفع إلى مطالبات القيادة السورية، الأمم المتحدة، بسحب القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا، وقد يدفع بميليشيات مسلحة تعمل على مناهضة التواجد الأمريكي في سوريا".
ورأى إبراهيم، أن "استمرار الصراع في سوريا، وعدم تهدئة وتيرة الوضع هناك هو ماتنأى عنه إدارة ترامب، لدفع جلب المزيد من المتاعب عنها"، حيث أن الولايات المتحدة منشغلة بملفات أخرى أكثر سخونة سواء كانت "في الخليج، أو في اليمن، أو حتى في داخل العمق الأمريكي الذي لا يسوده راحة من النواحي السياسية والاستراتيجية".